ما هى وظيفة رجل الدين.. أى رجل دين: مسلم أو مسيحى أو يهودى؟ إعلاء مكارم الأخلاق، والدعوة إلى الحب والحق والود والإخاء، والحض على مجموعة المبادىء والمثل الإنسانية العليا المتعارف عليها فى كل الأديان السماوية. ما مناسبة هذا التساؤل؟ الحملة الشرسة التى يتعرض لها فضيلة الأمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوى, جراء نشر صورة مصافحته للرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز فى مؤتمر حوار الأديان بنيويورك فى الشهر الماضى، وما استتبع ذلك من محاولات تحقيره والتطاول عليه، والمناداة بعزله، وكأنه كان مطلوبا من رجل بوزنه وما يمثله موقعه من ثقل دينى يلخص حضارة 1500 عام، أن يمتنع عن المصافحات, فى مؤتمر انعقد أساساً لمناقشة ما هو أبعد من المصافحات بكثير. الغريب، أن من شنوا الحملة بدوا وكأنهم يفرضون مدونة سلوك فعلا ًعلى شيخ الأزهر، إخوانية وناصرية يجب ألا يحيد عنها قيد أنملة، وإلا استحق لعناتهم والتحريض على الإطاحة به من على عرش أكبر مؤسسة دينية..هكذا يتصورون نفاقا أو جنونا. الرجل من جانبه، بات ضيق الصدر إلى أبعد حد، إن لم يكن بحكم السن، وقد بلغ أرذله, فبحكم رزالة مزايدات، هو أول من يعرف أنها حقيرة، لاتبغى وجه الله، ولا القضية الفلسطينية فى شىء، ويدرك أنها مجرد أدوار يلعبها هذا الطرف أو هذا الشخص لتكريس صورته كمدافع لا يلين عن الحقوق الفلسطينية المسفوحة فى عملية الملامسة: ملامسة كف شيخ الإسلام للرئيس اليهودى. الملامسات الإسلامية اليهودية كثيرة، والعناق من خلف الستار ما أكثره. والكل يعلمها، ولا يجرؤ أن يتحدث عنها مع أنها مشهرة بالصوت والصورة فى نشرات الأخبار، خاصة إذا كانت بين ضباط الأجهزة الأمنية هنا وهناك. لماذا إذن تثور ثائرة أشاوس شيوخ الإسلام والعروبة الكاذبة ضد الرجل فقط؟. ببساطة، لأنهم يعلمون علم اليقين أن هواتفهم المحمولة لن ترن فى أى وقت لتحمل شاشاتها عبارة (برايفت نامبر).