تسبب المقال الذى كتبه الجاسوس الإسرائيلى إيلان جرابيل بجريدة الواشنطن بوست حول تجربته بمصر فى تصاعد الأزمة بين جماعة الإخوان المسلمين وكوادر الجماعة الذين صدرت ضدهم قرارات بالفصل بعد ثورة 25 يناير، حيث اعتبرت مصادر قيادية بالجماعة أن جرابيل يقصد الأعضاء "المفصولين" بحديثه عن اللقاءات التى أجراها مع أعضاء سابقين بالإخوان وتمكن من تغيير قناعاتهم تجاه إسرائيل حسبما ورد فى المقال. وأكد الدكتور محمود غزلان عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الرسمى باسم الجماعة أن إيلان تحدث فى مقاله عن أعضاء سابقين بالجماعة، وأضاف: "طالما تحدث عن أعضاء سابقين فربما يقصد مجموعات الشباب الذين تم فصلهم من الإخوان بعد الثورة وهولاء تركوا الجماعة ولم يعودوا أعضاء فيها، ونحن لا يمكننا الحديث عنهم". وشدد غزلان فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" على أن أعضاء الإخوان لم يلتقوا مطلقا بالجاسوس الإسرائيلى أثناء فترة إقامته فى مصر، وأن الجماعة ليس لها أى علاقة بما ذكره جرابيل فى مقاله الأخير حول تغيير أعضاء سابقين بالجماعة تجاه إسرائيل، وأضاف: "إذا كان بالفعل التقى المجموعات المفصولة من الإخوان فنحن لا نعرف طبيعة الحديث الذى دار بينهم أو ما القناعات التى تغيرت لديهم". فى المقابل أبدى أحمد عبد الجواد إحدى القيادات الشبابية الإخوانية "المفصولة" عن استيائه من تلميح غزلان باجتماعهم مع الجاسوس الإسرائيلى، وقال فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" :من الآداب التى تعلمناها داخل الإخوان أن نحسن الظن بالآخرين ولم يكن الدكتور غزلان فى حاجة إلى إحالة التهمة الموجهة للجماعة إلينا نظرا لأن جرابيل تحدث فى مقاله عن أعضاء سابقين بالجماعة وهذا الوصف يشمل المئات الذين خرجوا من الإخوان منذ الخمسينات وحتى الآن"، مشيرا إلى أنه لم يكن هناك داع للإلقاء التهمة عليهم. وأكد عبد الجواد أن شباب الإخوان التقوا أثناء الثورة بمئات الصحفيين والباحثين الأجانب إلا أنه شدد فى الوقت نفسه على أن الشباب "المفصول" لم يلتق بجرابيل مطلقا، وأضاف: "عندما كنا نلتق بأى من الباحثين الأجانب كنا نحن الذين نغير قناعاتهم وأفكارهم عن الإخوان وليس العكس" متابعا: "نحن لسنا أطفالا حتى ننتظر من يأتى ليغير قناعاتنا والجميع يعلم أن عداءنا لإسرائيل لا يمكن لأحد أن يغيره وأن القضية الفلسطينية بالنسبة لنا أمر لا يحتاج لمناقشة". كان الجاسوس الإسرائيلى إيلان جرابيل ذكر فى مقال نشره أمس بجريدة الواشنطن بوست ذكر فيه أنه التقى بمجموعات سابقة من الإخوان المسلمين، وتمكن من تغيير بعض مفاهيمهم وقناعاتهم. تجدر الإشارة إلى أن جماعة الإخوان فصلت مجموعة كبيرة من الشباب بعد ثورة 25 يناير لأسباب مختلفة أبرزها دعم حملة ترشيح الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لرئاسة الجمهورية والمشاركة فى تأسيس حزب التيار المصرى ومخالفة القرارات التنظيمية للجماعة".