قالت مجلة فورين بوليسى إنه مع تراجع نجم الولاياتالمتحدة على الصعيد الدولى، فإن البلدان الأضعف ستكون أكثر عرضة لتأثير عدد من القوى الإقليمية الكبرى. وأشارت إلى أن صعود الهند والصين واتجاه روسيا بشكل متزايد نحو التفكير الإمبريالى مع سير الشرق الأوسط نحو مزيد من عدم الاستقرار، فإن احتمالات الصراع الإقليمى فى غياب أمريكا الناشطة دوليا بات حقيقيا. لذا لابد من الاستعداد لحقيقة عالمية تنتطلق من قاعدة أن البقاء للأقوى. وقالت المجلة الأمريكية إن تراجع الدور الأمريكى دوليا قد يؤدى إلى مجموعة من التحولات التى تقوض الاستقرار السياسى بمنطقة الشرق الأوسط بأكملها. وأشارت إلى أن جميع بلدان المنطقة لا تزال عرضة لدرجات متفاوتة من الضغوط الشعبية الداخلية والاضطرابات الاجتماعية والأصولية الدينية مثلما رأينا فى مطلع 2011. وأضافت أنه إذا أخذ التراجع الأمريكى فى التزايد مقابل استمرار الصراع الفلسطينى الإسرائيلى دون حل، فإن الفشل فى تطبيق حل إقامة دولتين من شأنه أن يأجج الأجواء السياسية بالمنطقة. وسيتكثف العداء الإقليمى ضد إسرائيل فى ذلك الحين. وأضافت أن ضعف أمريكا عند نقطة معينة قد يغرى بعض الدول الأكثر نفوذا فى المنطقة وأبرزها إيران وإسرائيل لاستباق المخاطر المتوقعة، بما قد يسفر عن تفجر الصراع من قبل حماس أو حزب الله والذى قد يتصاعد إلى مواجهات عسكرية على نطاق أوسع وأكثر دموية. وتابعت أن الكيانات الضعيفة مثل لبنان وفلسطين قد تدفع ثمنا باهظا، لاسيما فى مقتل مدنيين. والأسوأ من ذلك، أن هذه الصراعات قد تصل إلى مستويات مروعة من خلال الهجمات والهجمات المضادة بين إيران وإسرائيل. وختمت مشيرة إلى أن توجيه ضربة إسرائيلية مباشرة لإيران أو نشوب مواجهات أمريكية إيرانية وتصاعد موجات التطرف الإسلامى والإرهاب واندلاع أزمة طاقة فى جميع أنحاء العالم وتعرض الحلفاء الخليجيين لواشنطن للخطر، كلها أمور ستكون على المحك. ولا ينحصر خطر التراجع الأمريكى على إسرائيل وبلدان الشرق الأوسط، وإنما ربطت الدورية الأمريكية النفوذ الأمريكى بأمن 7 دول أخرى، على رأسها جورجيا وكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى تايوان وأفغانستان وباكستان وأوكرانيا وبيلاروسيا.