تساءلت مجلة التايم الأمريكية عما إذا كانت هناك حرب جديدة تلوح فى الشرق الأوسط، وقالت المجلة إن هناك مجموعة من الأحداث التى وقعت فى الأونة الأخيرة التى إذا نظرنا إلى كل منها على حدة قد لا تبدو غريبة، لكن إذا تم ربطها ببعضها البعض ربما تكشف عن خطر قادم. وتشير التايم إلى أن الصواريخ التى انطلقت من غزة على إسرائيل، والهجمات الجوية الإسرائيلية على القطاع المحاصر خلال الأسبوع الماضى تبدو أموراً معتادة، وفى الوقت نفسه، فإن الزيارة غير المسبوقة التى قام بها زعيمى سوريا والسعودية لبيروت ربما كانت لتبدو ببساطة مجرد خطوة لوقف الصراع بين الفصائل اللبنانية، ودعوات رئيس الوزراء البريطانى لتركيا للإبقاء على قنوات اتصالها مع القادة الإسرائيليين ربما تبدو من صميم الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة وتل أبيب، لكن نظرة أوسع للأمور تدل على أنه ورغم الهدوء الخارجى الذى يحيط بالشرق الاوسط، إلا أنه على وشك أن يشهد حرباً كارثية. وفى التقرير الذى كتبه تونى كارون، تمضى المجلة فى القول إن هناك تقريراً جديداً مبنياً على محادثات مع صناع القرار فى المنطقة كشفت عنه مجموعة الأزمات الدولية أمس الاثنين، يحذر من احتمالات شن حرب جديدة. ويقول التقرير إن الوضع فى المشرق العربى هادئ بشكل استثنائى وأيضاً خطير، والسبب فى ذلك واحد فالتراكم فى القوات العسكرية والتهديدات بحرب شاملة من شأنها أن تطول المدنيين والنبى التحتية واحتمال مقلق أن تصبح هذه الحرب إقليمية. لكن بينما يعتقد حزب الله ومؤيديه أقليمياً سوريا وإيران أن البناء المتسارع فى الترسانة العسكرية الشيعية يستهدف منع إسرائيل من إطلاق هجمات على أيا من هذه الأطراف، فإن إسرائيل تعتبر أن بناء حزب الله لترسانة صواريخ قادرة على الوصول إلى المدن الإسرائيلية يمثل تهديداً لا يمكن قبوله. ويشير تقرير مجموعة الأزمات إلى نمو القوة العسكرية لحزب الله، وكذلك تزايد رغبة إسرائيل فى التعامل مع هذه المشكلة قبل أن يفوت الأوان. وفى حال اندلاع حرب جديدة، فإن إسرائيل ستكون مصممة على توجيه مدمرة بسرعة أكبر مما كان عليه الأمر خلال الحرب الأخيرة، والتى فشلت فى تحقيق هدفها المتمثل فى تدمير حزب الله. وحذرت إسرائيل علناً من أنها ستدمر البنية التحتية المدنية اللبنانية ولن تكون سوريا التى تزود حزب الله بالأسلحة خارج حدود ذلك، لكن حزب الله يعتقد أن قدرته على إطلاق صواريخ على تل أبيب هى المفتاح لمنع إسرائيل من العودة للقضاء على الميليشيات الشيعية. وعلى الرغم من أن كل طرف من الأطراف المعنية لديه أسباب وجيهة لتجنب الحرب فى الوقت الحالى، إلا أن مجموعة الأزمات تحذر من أن التوترات تزداد دون أى صمام أمان واضح.