وصفت صحيفة الإندبندنت البريطانية محمد هاشم، صاحب دار ميريت للنشر، بالبطل الأدبى الذى يمثل خلفاً لرواد الدفاع عن الحرية الفكرية فى العالم من أمثال فاسلاف هافل وكريستوفر هيتشينز. ويقول الكاتب بويد تونكين فى مقاله بالصحيفة، إنه التقى هاشم لأول مرة خلال لقاء مع كتاب وناشرين فى فندق النيل هليتون، الذى لا يبعد كثيراً عن ميدان التحرير. ورغم أن هذا اللقاء كان قبل عدة سنوات، إلا أن شعوراً انتابه بأن هاشم، وهو صحفى وكاتب تحول إلى ناشر لا يخشى الخوف، لا يزال لديه جبل ليتسلقه فى حملاته من أجل حرية الفكر والتعبير ضد المؤسسات المتشابكة، السياسية والدينية على حد السواء. ويتابع الكاتب: ثم جاءت الثورة. وكانت بعض الكتب التى أصدرتها دار النشر التى يمتلكها، والتى تعد الأجرأ فى مصر، من بين أكثر الكتب مبيعاً فى العالم مثل أعمال الأديب علاء الأسوانى، والتى مهدت الطريق للتغيير السريع ربما أكثر من أى صفحة على فيس بوك أو تويتر. لكن مع انتصارات الربيع تأتى مخاطر جديدة. فقد وصف اللواء عادل عمارة، عضو المجلس العسكرى هاشم مؤخرأً بأنه "مخرب" لأنه، حسبما يقول، استغل مكاتب دار النشر التى يملكها والواقعة قرب ميدان التحرير فى التحريض على العنف بتوزيع الأطعمة مجانا على المحتجين ومنحهم أقنعة واقية من الغاز. ويرى الكاتب أن الليبراليين المحاصرين فى مصر ظهروا للدفاع فوراً عن هاشم، ودعا اتحاد الناشرين إلى التضامن ومسيرة لدعمه تنطلق من دار ميريت، كما أن الرجل نفسه هدد بمقاضاة اللواء عمارة بتهمة القذف. وهذه هى ثمار الحرية، كما يقول تونكين، وإن كانت لا تزال رقيقة فى بعض الأحيان فى مصر. ويشير تويكين إلى أن المدافعين عن الحرية الفكرية فى العالم شيعوا فى الفترة الماضية اثنين من أبرز رواد هذا المجال وهما فاسلاف هافل، وكريستوفر هيتشينز. وينتمى هاشم بالتأكيد إلى تلك الجماعة. وفى حالة احتياجه إلى دعم خارجى، فإن هؤلاء يجب أن يكونوا مستعدين لمساندة هاشم الذى يعد خلفا لأبطالهم. ويوضح الكاتب أنه عندما سأل هاشم فى لقاء ثان معه فى أبو ظبى عمن سبب مشاكل أكبر لدار ميريت، مبارك أم رجال الدين، فرد قائلاً إن كليهما قام بذلك مناصفة. وختم الكاتب البريطانى مقاله قائلاً إن هاشم اكتسب أصدقاء لا حصر لهم فى العالم العربى، وهو بحاجة لمثل هؤلاء فى الغرب أيضا.