فى مركز شباب أبو سمبل بدأت القوات المسلحة فى توزيع مساعدتها العاجلة لأهالى قرية أبو سمبل بنصر النوبة والتى تتمثل فى 10 أطنان من المواد الغذائية والسلع التموينية، بجانب توزيع 2000 بطانية على المتضررين. صرح بذلك المهندس محمد مصطفى، السكرتير العام لمحافظة أسوان ورئيس لجنة حصر الخسائر والذى أشاد بدور القوات المسلحة لمشاركتها الإيجابية المتواصلة، لتخفيف معاناة أهالى القرية، ليؤكد ذلك أن الجيش والشعب يداً واحدة فى السراء والضراء، ولن تفرق هذه الوحدة أى محاولات من هنا أو هناك، موضحاً إلى أن جمعية مصر الخير قدمت أيضاً 500 بطانية شتوية، بالإضافة إلى 500 كرتونة تضم مواد غذائية مختلفة، علاوة على المساعدات التى قدمتها بعض الأحزاب والقوى السياسية ليثبت ذلك أصالة الشعب المصرى وتكاتف جميع هيئاته وفئاته لمواجهة المحن والشدائد. وأكد محمد مصطفى أن عمليات شفط المياه مازالت جارية حيث تم الشفط من 75 منزل من ضمن 1300 منزل بالقرية لم تتأثر بانهيار جسر ترعة النقرة، فى حين أن هناك 13 منزلا أصبح معرضاً للانهيار الجزئى أو الكلى وهى التى تم إخلائها من المقيمين فيها، حيث تم توزيع 5 خيام مجهزة للإقامة فيها أمام منازلهم، فى حين فضل الآخرون الإقامة فى منازل ذويهم وأقاربهم، موضحاً بأنه تم شفط المياه من داخل الكتلة السكنية للقرية والمبانى الخدمية، فى حين جارٍ شفط المياه من مصرف أبو سمبل المجاور لترعة النقرة، وأضاف السكرتير العام بأن هناك فرقا فنية من قطاع الكهرباء يقوم بمراجعة كافة الوصلات الكهربائية الفرعية والرئيسية، تمهيداً لإعادة إطلاق التيار الكهربائى مرة أخرى، لافتاً إلى أنه فى نفس الوقت توجد هناك 3 عيادات طبية متنقلة تقوم بإجراء الكشف الطبى على أهالى القرية للاطمئنان عن عدم وجود أى أمراض معدية، بالإضافة إلى قيام حملة من إدارة الطب الوقائى لرش المبيدات والمطهرات اللازمة لمواجهة الحشرات الضارة وانتشار العدوى. ومن ناحية أخرى واصلت قوات الحماية المدنية جهودها الإغاثية لليوم الثانى على التوالى بقرية أبو سنمبل التابعة لمركز نصر النوبة بعد ارتفاع منسوب مياه ترعة وادى نقرة الرئيسية صباح أمس، عبر تشييد جسور والاستعانة بمعدات وسيارات الدفع المدنى فى شفط تراكمات المياه لمنع وصول المياه لمزيد من المنازل وحماية الممتلكات الخاصة والعامة. وحولت القوات المسلحة مركز شباب أبو سمبل إلى مقر إغاثة لتوزيع المعونات على المواطنين مع استمرارها فى تقديم المساعدات العاجلة للمواطنين التى بدأتها منذ صباح اليوم عبر توزيع وجبات غذاء والبطاطين جاهزة والدفع بمركبات لسحب تراكمات المياه التى أحاطت بالقرية، وتسببت فى انهيار مدرسة وعشرات المنازل وانهيار جزئى للجسر و الطريق المجاور له أمام القرية، وحولت شوارع بأكملها إلى بركة كبيرة من المياه الراكدة. ورغم انهيار 75 منزلا بجانب انقطاع التيار الكهربائى والمياه وتوقف المخابز ومعظم مناحى الحياة فى أبو سمبل، إلا أن مسئولين بالقرية اعتبرو الكارثة "محدودة". وساهم عدد من النشطاء أغلبهم تابعين لحزبى الحرية والعدالة وحزب النور ومنظمات المجتمع المدنى كمؤسسة مصر الخيرية فى رفع المعاناة عن أهالى القرية، بعد أن سيطرت حالة من الذعر عليهم لانقطاع الاتصالات عنها، بما أدى إلى عدم اطمئنان ذويهم من باقى المحافظات عليهم. وقد خيمت حالة من السخط الشعبى على القرية بسبب ما اعتبره الأهالى "تأخر جهود الإغاثة وتقاعس المسئولين وفوضى مديرية الرى". وقال فهمى محمد على، رئيس مجلس محلى "أبو سمبل" السابق – لليوم السابع - "الخطر كان متوقعا وهناك مطالب أمام المسئولين لتجنبه"، كاشفا عن وجود اعتمادات مالية أهدرت فى النظام السابق كانت مخصصة لإنشاء مصرف موازٍ لترعة أبو سمبل لسحب أى مياه زائدة ولا أحد يعرف أين ذهبت، مطالبا بإحياء هذا المشروع من جديد، لافتا أنه ولمدة أربع ساعات منذ وقوع الكارثة كان الاعتماد الكلى على الجهود الشعبية فقط – حسبما قال. وأكدت عائشة أحمد مديرة مدرسة أبو سمبل الإعدادية إن المدرسة أصبحت آيلة للانهيار بعد ان غمرتها المياه وأغرقت الفصول والمقاعد وأغرقت المدرسة بالكامل متابعة، وتم تعليق الدراسة ليواجه أبناء القرية فصل جديد من المعاناة بعد أن أصابهم الذعر من منظر المياه وهى تقتحم جنبات المدرسة. وتروى عائشة مشهد وقوع الكارثة بالمدرسة قائلة: "اخترقت المياه المدرسة أثناء الطابور فقمنا بصرف الطلاب إلى فصولهم فازدادت المياه بقوة لننقذ الأطفال بأعجوبة من الخطر الداهم ونرسلهم إلى منازلهم، متابعة "بعد ذلك حاولت الاتصال بمكتب المحافظة ومجلس المدينة وبكل الجهات المسئولية دون استجابة حتى استغثت بأشقائى فى القاهرة الذين قاموا بالاتصال بمكتب المشير طنطاوى وبالحاكم العسكرى بأسوان لتبدأ بعدها جهود الإغاثة للقوات المسلحة وسط المساندات الشعبية". وقال رمضان السيد أحد أهالى القرية إن المسئولين "تأخروا عن إغاثة القرية واعتمد أهلها على الجهود الذاتية مواجهين خطر المياه منفردين".