"صراع التنوع"، هذا هو عنوان جولة الإعادة فى الدائرة الرابعة بالمنوفية (السادات – منوف – سرس الليان)، حسبما جاءت النتائج التى أعلنتها اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات بها من داخل المدرسة الصناعية الثانوية بنات بمدينة منوف. فعلى مقعد الفئات، حصد إبراهيم حجاج مرشح حزب الحرية والعدالة 110 آلاف صوت أمام منافسه إبراهيم كامل مرشح حزب الوفد على ذات المقعد الذى حقق 63000 بينما حقق أنور البلميكى مرشح حزب النور على مقعد العمال 36.657 صوت أمام أيمن معاذ النائب السابق عن الدائرة وأحد القيادات السابقة بالحزب الوطنى المنحل بالمحافظة الذى حصد 25.680 صوت. لترجى الإعادة على مقعدى الدائرة بين أطراف تتنوع فى انتماءاتها الحزبية والفكرية، فضلا عن التنوع فى مراكز الثقل داخل الدائرة، وهو ما يجعل صراع التحالفات يشتعل ويصعب التكهن به، نظرا لتوزع مراكز ثقل الأصوات فى الدائرة على المرشحين الأربعة، فأنور البلكمى يدخل جولة الإعادة متسلحا بأصوات أهالى كفر داود والخطاطبة التى تشهد سيطرة سلفية واضحة وجزء من مدينة السادات مراهنا على تصويت أنصار حزب الحرية والعدالة لصالحه لعدم وجود مرشح عمال لهم بالدائرة استنادا للمرجعية الإسلامية المتشابهة. بينما يواجه أيمن معاذ زميل عز السابق فى مجلس الشعب متسلحا بأصوات أصحاب المصالح والمنتفعين من رجال عز ورجاله، فضلاً عن محاولته أخذ دعم عز من داخل "طره" استنادا إلى مبدأ إنقاذ مصالح عز فى مدينة السادات الصناعية، فضلا عن محاولته اللعب على وتر التخويف من الخطاب السلفى فى بعض أماكن منوف المدنية ومدينة سرى الليان التى يغيب الإسلاميون فيها عن المشهد بشكل لافت، مراهنا على تقديم خدمات بها لقطاع طلبة الجامعات فى محور الموصلات للجامعة مثلما كان يفعل زميله السابق "عز". أما مقعد الفئات، فستكون المنافسة فيه أكثر المنافسات اشتعالا، على الرغم من تفوق حجاج على كامل بأكثر من 45 ألف صوت فى الجولة السابقة، نظرا لتفتت الأصوات فى الجولة الأولى وفوز شقيق إبراهيم كامل بأحد مقاعد القائمة عن حزب الوفد أيضا بما يجعله متفرغا لدعم أخيه بما يحمله من تاريخ سياسى ممتد فى الدائرة خاصة فى مدينة سرس الليان مسقط رأسه. ويعد موقف إبراهيم التحالفى من أكثر المواقف غموضا فكلا المتنافسين على مقعد العمال يمثلان سندا محتملا له، فمرشح الفلول له قوة فى سرس الليان وهو أيضا مركز ثقل كامل، بالإضافة إلى قطاع واسع من مدينة منوف بينما يمثل له المرشح السلفى سندا آخر محتملا نظرا لقوته فى مدينة السادات وكفر داود والخطاطبة وفارق الأصوات الذى حققه البلكيمى أمام معاذ فى الجولة الأولى، وهذه التوازنات جعلت المراقبين فى الدائرة الرابعة يتوقعون تحالفا مزدوجا لكامل بحسب الكتلة التصويتية فى كل موقع بالدائرة. أما حجاج فيتسلح فى الجولة القادمة بأصواته الأعلى بالدائرة، فضلا عن أصوات مرشحى السلف لاتفاقهما من حيث المبدأ فى المرجعية الإسلامية، هذا فضلا عن اعتماده على تاريخه فى مواجهة عز خلال السنوات السبع السابقة، كما يستند حجاج على الكتلة التصويتية الكبيرة فى مسقط رأسه بمدينة السادات التى تبلغ أزيد من 25 ألف صوت.
