قال رئيس حزب الحرية والعدالة محمد مرسى اليوم الاثنين، إن الحديث عن التحالفات السياسية داخل البرلمان المقبل أو تشكيل ائتلاف حكومى لا يزال سابقا لأوانه، نافيا وجود صراع مع المجلس العسكرى حول صلاحيات تشكيل الحكومة. وذكر رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، فى مقابلة هاتفية أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن مثل هذه الأحاديث لا تزال سابقة لأوانها، وغير ذات جدوى، لأن الجميع لا يزال مشغولا بخوض المرحلتين الثانية والثالثة من الانتخابات البرلمانية. ويذكر أن التحالف الديمقراطى من أجل مصر، بزعامة حزب الحرية والعدالة، تصدر نتائج الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية بحصوله على أكثر من 40% من الأصوات، يليه التحالف الإسلامى بقيادة حزب النور الذى يمثل التيار السلفى، بينما جاء تحالف الكتلة المصرية الممثل للتيار الليبرالى فى المركز الثالث. ومن المقرر أن تستمر انتخابات مجلس الشعب حتى العاشر من يناير المقبل. وفى معرض رده على سؤال حول ما إذا كان حزب الحرية والعدالة سيفضل التحالف مع أحزاب أو تكتلات إسلامية إذا أوكلت إليه مهمة تشكيل الحكومة بعد انتهاء العلمية الانتخابية، فى ضوء تصدره للجولة الأولى من الانتخابات، قال مرسى: "أؤكد ثانية أن الوقت لا يزال مبكرا للحديث عن التحالفات السياسية، كما أننا كحزب موجودون ضمن تحالف انتخابى حزبى هو التحالف الديمقراطى من أجل مصر، وهو يضم إلى جوارنا ما يقرب من عشرة أحزاب، منها ما هو يسارى وليبرالى الاتجاه ومنها الإسلامى". وأوضح قائلا: "هناك تحالف قائم بالفعل، وهو الأقرب لنا، ولأن تتحالف مكوناته مع بعضها البعض داخل البرلمان القادم، لأن عددهم بالأساس غير قليل، أما أى نوع من أنواع العلاقات أو التحالفات الأخرى فهو مرهون بنتائج الانتخابات والمناخ العام وظروف كل تحالف وكل حزب بعد انتهاء العملية الانتخابية برمتها، ولذا لا أفضل الحديث عنها قبل ذلك الموعد". وأكد أن "هذه التساؤلات سابقة لأوانها لأنها تعتمد على توقع مستقبل لا نراه، ونحن منشغلون الآن فى المقام الأول والأخير بالعملية الانتخابية". ولدى سؤاله حول ما إذا كان حزبه سيعترض على الدخول فى أى تحالف برلمانى أو حكومى مع قيادات الكتلة المصرية أو الكتلة برمتها إذا أوكلت إليه مهمة تشكيل الحكومة بالمستقبل، أجاب مرسى: "هذا الأمر سوف نتحدث فيه بكل شفافية ووضوح بعد نهاية العملية الانتخابية واتضاح معالم الكتل الحزبية داخل البرلمان القادم، عندئذ يطرح الأمر للحوار، وما يحقق المصلحة للبرلمان وللوضع السياسى لمصر نسير فيه بإذن الله تعالي". ونفى مرسى وجود صراع بين جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسى وبين المجلس العسكرى حول صلاحيات تشكيل الحكومة فى البلاد بعد الانتهاء من الانتخابات البرلمانية، ومطالبته بأحقية حزبه فى تشكيل تلك الحكومة على خلفية ما حققه من نتائج بالجولة الأولى من الانتخابات. وقال: "لا يوجد صراع... وكلامى فهم خطأ أو فى سياق خطأ، أنا قلت إن الأصل بالموضوع أنه يصعب جدا أن تكون هناك حكومة فاعلة وقادرة على العمل وهى لا تحظى بدعم من البرلمان، وهذا أمر موجود بكل العالم ولا ينحصر على مصر فقط". وأضاف: "هذا مبدأ وإذا طبقنا المبدأ لدينا سنجد أنه لابد أن يحدث تعاون حقيقى بين الأغلبية البرلمانية والحكومة والمجلس العسكرى باعتباره السلطة التنفيذية الأعلى الآن بالبلاد ورئاسة الجمهورية، من اليقين أن تتعاون تلك الجهات وإلا لن تسير سفينة الوطن، فمن الصعب أن تعمل حكومة بعيدا عن إرادة الشعب، فالبرلمان يشرع ويراقب السلطة التنفيذية ممثلة فى الحكومة". وقال مرسي: "نحن نقول بوضوح إن المرحلة الآن هى مرحلة الانتخابات وبعد انتهائها ستتحدد مواقف وأدوار كثيرة منها دور المجلس العسكرى ودور مجلس الوزراء وكذلك دور البرلمان، ولكن اليقين كما قلت أنه لابد من تعاون تلك الجهات، أما شكل هذا التعاون وآلياته فسيحسم بعد انتهاء الانتخابات واتضاح معالم شكل البرلمان القادم لمصر على نحو نهائى". كان اللواء ممدوح شاهين، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، قال فى وقت سابق إن المجلس الأعلى هو صاحب الحق حتى الآن فى تعيين الحكومة استنادا للإعلان الدستورى، مؤكدا أنه ليس من حق الإخوان المسلمين أو غيرهم تشكيل الحكومة إذا ما حصلوا على الأغلبية النيابية بحكم الإعلان الدستورى المعلن عنه. ورفض مرسى ما يطرح من البعض بضرورة منح جماعة الإخوان وذراعها السياسى فرصا أوسع لشباب الجماعة فى تولى أى مناصب قيادية فى حال أوكلت للحزب مهمة تشكيل الحكومة، وذلك تقديرا لدور هؤلاء الشباب خلال أحداث ثورة الخامس والعشرين من كانون ثان/يناير وتميزه عن دور القيادات. وأضاف: "الإخوان المسلمون نسيج واحد متكامل ولا يوجد عندنا تقسيم يسمى شباب الإخوان.. الإخوان جميعا، رجالا ونساء شبابا وشيوخا، شاركوا مع أطياف أخرى بالمجتمع المصرى فى أحداث الثورة، وبالتالى كل الأخوان لهم دور بلا استثناء". وأوضح قائلا: "نحن بالفعل وضعنا شبابا على رأس قوائمنا الانتخابية، وبالفعل فازوا، وسيصيرون أعضاء بالبرلمان القادم، وهؤلاء كانوا من الفاعلين بميدان التحرير خلال الثورة، أمثال أسامة ياسين الفائز فى دائرة جنوبالقاهرة، ولدينا آخرون بأماكن أخري، وكلما تقدمت مراحل العملية الانتخابية سيتضح للجميع مدى التناسق عندنا فى اختيار المرشحين، وإدراجهم على القوائم الخاصة بنا، ما بين شباب وبين أصحاب الخبرة الأكبر سنا وبين النساء أيضا". وأقر مرسى، بأن حزبه لم يرشح بالفعل أقباطا على المقاعد الفردية، ولكنه وضعهم فى مقدمة قائمته ليضمن فوزهم، قائلا: "وضعناهم على القوائم لأنها أضمن من الفردى وتأخذ مقاعد، أما الفردى فسيكون هناك سياج ضخم من التحدى بين المتنافسين، ربما المرة القادمة سنرشحهم على الفردى مع نضوج وترسخ مفاهيم الحزبية والعمل الحزبى وتوافر الرؤية السياسية الأوضح، حينئذ سيكون الأمر أيسر".