تحية شكر وإجلال لكل قلب خفق لثورتنا العظيمة، وخالص الدعاء لمن قدموا أرواحهم الطاهرة فداء لهذا الوطن العظيم، تقديرنا لكل من فرح لفرحنا، من حقنا أن نفرح، ومن حقنا أن نزهو ونفخر بمصريتنا ويكفينا القول بأننا بهذه الثورة العظيمة أعدنا اكتشاف أنفسنا، وأعاد العالم اكتشافنا، واعتمرت قلوبنا بحب مصر، بعد أن أوشك النظام البائد والفاسد على انتزاع هذا الانتماء الكامن فى قلوبنا. لقد اكتشفنا كم أننا نحب هذا البلد العظيم، ونعشق اسمه وترابه، وعلى استعداد تام للفناء فى سبيله، نحن سعداء لأننا بالفعل أعدنا اكتشاف أنفسنا، وذَكرنا العالم بأننا صناع التاريخ. من حقنا أن نهلل بعد نجاح المرحلة الأولى فى أول انتخابات حرة نزيهة تشهدها مصرنا الغالية. وعلينا جميعا أن نسخر من الذين قالوا إن المصريين لا يمكن أن يتفقوا أبدا، وكذلك من البائدين الذين قالوا إننا غير جاهزين للديمقراطية وغير ناضجين لممارسة الحرية السياسية. لقد بدأنا أولى خطوات النجاح وأثبتنا أن مصر عظيمة، وأننا متحضرون. لقد خلع الشعب المصرى الأصيل رداء الحزن والاستبداد ليرتدى ثياب عرس الحرية والديمقراطية، وبعد أن كنا لا نشاهد سوى طوابير الخبز وطوابير الغاز شاهدنا أعظم طوابير الحرية التى امتدت طويلا دون ملل بل امتدت بفرح وزهو، لأن الكل يعلم أن صوته يسير فى طريقة المستقيم بعد أن كان ينحنى عن مساره وبعد أن أغمد صوته لعقود فى ظل الفساد والتزوير البين. لقد خرج الجميع رجالا ونساء وشبابا وشابات وشيوخاً إلى صناديق الانتخابات ليقول كل منهم نعم لمصر، نعم للاستقرار، نعم ليختار من يمثله بحرية كاملة فى برلمان خال من التزوير بغض النظر عن الفائز فى السباق هل هو س أو ص. الآن بات من حقنا أن نزهو، بل ومن واجبنا أن ندلى بدلونا، وأن نقدم ما لدينا من أفكار، تدعم جهود إعادة بناء مصرنا الحرة الغالية. لا شك أن مصر تولد من جديد، هكذا نحلم، ولن يخيبنا الله أبداً، فمصر تولد اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، وفى هذه المرحلة الفارقة فى تاريخ بلادنا، يلزمنا أن ننطلق ونحن ننظر إلى المستقبل بهذا التفاؤل وينبغى أن نخطط للمستقبل، وأن نتخلى تماماً عن سياسات الترقيع، سواء على الصعيد الاقتصادى أو الاجتماعى أو السياسى، نحن بحاجة إلى وضع رؤية اقتصادية بعيدة المدى لاقتصاد مصر. نحن بحاجة إلى وضع رؤية استراتيجية لمصر، ما الذى نتمناه لمصر أو ما ينبغى أن تكون عليه لابد وأن نضع رؤية بعيدة المدى، ونعمل من الآن وفق خطط مرحلية لبلوغ هذه الرؤية العظيمة، هكذا يكون النظر والتخطيط للمستقبل.
