قال الكاتب البريطانى روبرت فيسك إن الأزمة التى تشهدها مصر فى الوقت الحالى هى أفضل ما يمكن أن يحدث بالنسبة للرئيس السورى بشار الأسد الذى يخوض حرباً ضد شعبه المطالب بالديمقراطية. وأضاف فيسك فى مقاله بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية اليوم الأربعاء، أنه بينما كان قادة الغرب وقطر يطاردون الرئيس السورى لقمعه المحتجين، تأتى الأزمة الأخيرة فى مصر، حيث تقمع قوات الأمن الاحتجاجات المطالبة بنقل الجيش الحكم لسلطة مدنية والتوقف عن لعب دور الوصى على الدستور الجديد. ويعتقد فيسك إن سوريا ليست مصر، وهو ما يبرر صمت كل من أوباما وكلينتون وكاميرون وساركوزى وأمير قطر على ما يحدث فى القاهرة. ويرى الكاتب أن الأزمة المصرية تمنح دمشق مزيداً من الوقت للحديث عن الديمقراطية الإصلاح والسياسات التعددية والدستور الجديد، بينما يقوم الجيش السورى بمقاتلة المقاومة المسلحة التى تنتشر من حمص، المدنية التى تمثل قلب حرب طائفية شرسة. ويتساءل فيسك عما إذا كان من الممكن أن يستغل الأسد زجاجة الأكسجين الصغيرة القادمة من مصر لكى يثبت إنه يعنى حقا مع يقوله عن الديمقراطية والتعددية وما إلى ذلك. وينقل الكاتب عن نائب وزير الخارجية السورى فيصل مقداد قوله، إن سوريا تتغير وأن سوريا القديمة لن تعود أبدا، مؤكدا أن بلاده ستنعم قريبا بحرية الصحافة وستحدد صناديق الانتخابات من يحكم، زاعماً أن الغزو الأنجلو أمريكى للعراق هو من عطل الخطط المبكرة للإصلاح.
