واصل الكاتب البريطانى روبرت فيسك التعليق على الشأن السورى، وقال فى مقاله اليوم الأربعاء بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إن الرئيس السورى بشار الأسد لن يرحل عن الحكم إلا إذا انقلبت دباباته ضده. وأضاف فيسك أنه برغم التصريحات التى أدلى بها هو شخصيا للتلفزيون السورى قبل أسابيع، والتى قال فيها إن وقت الأسد ينفد سريعا، إلا أنه لم يرحل بعد، مذكراً بضرورة عدم تصديق وزارة الخارجية الأمريكية ومراكز الأبحاث التابعة لواشنطن أو الجامعة العربية. وعلق فيسك أيضا على تصريحات الملك عبد الله الثانى، عاهل الأردن، وقال إن الصحافة والتلفزيون ساقت هذه التصريحات على أساس أن الملك يدعو الأسد إلى التنحى، إلا أن العاهل الأردنى قال لتلفزيون بى بى سى: "لو كنت مكان الأسد لتنحيت"، وهو ليس بالأمر نفسه. ومضى الكاتب قائلاً إن الجزء الأهم فى مقابلة الملك عبد الله التلفزيوينة، والتى يصفها بالأفضل له على الرغم من أنه ليس من معجبى جلالته، ما قال فيه: "إذا تنحى الأسد، ولم يحل محله سوى النظام نفسه أى حزب البعث، فإن المشكلة لن تنته"، وهذا الأمر حقيقى للغاية. من ناحية أخرى، يشير فيسك إلى أن الدعم العسكرى لسوريا لن ينته، فبعد تسعة أيام فقط من رفض الصين وروسيا قرار مجلس الأمن الدولى الذى يدين سوريا، قال أحد كبار المسئوليين العسكريين فى روسيا إنه لن يكون هناك أى قيود على كل الأسلحة التى يتم تسليمها إلى سوريا. أما عن قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا، فيقول فيسك إنه لا يعتقد بأهميته على الرغم من أن وزير الخارجية السورى وليد المعلم يعتقد غير ذلك بقوله إنه خطوة شديدة الخطورة. واختتم فيسك مقاله بالقول إن هناك أمرا واحداً واضحاً الآن، وهو أنه بعيداً عن الخسائر المدنية الكبيرة، فإن حتى معارضى النظام السورى يعترفون الآن بأن الأسد يواجه تمرداً مسلحاً، وربما كان هذا الأمر فى البداية أسطورة يروج لها النظام، إلا أن الوحش قد وُلد الآن. فالنشطاء المناهضون للأسد يتحدثون الآن بصراحة عن متمردين مسلحين، فهناك 15 جنديا قتلوا فى درعا قبل ثلاثة أيام، ونحن فى حاجة إلى معرفة من قتلهم.