جاء الوقت ليفتح هذا الملف المسكوت عنه طوال السنوات الماضية، فالكل يعرف كيف يتعامل السعوديون مع المقيمين والزائرين بكل استعلاء. ولقد جاءت الحكاية المأساوية الأخيرة وهى حبس طبيب مصرى بسبب أنه لم يتمالك أعصابه، وهو يرى جنديا سعوديا يضرب مسنا مصريا بالحذاء، هل يستطيع أن يصبر على ذلك إنسان سواء كان مصرياً أو غير ذلك، ولقد ارتكب الطبيب جرماً كبيراً عندما حاول أن ينهى الجندى السعودى عن ضرب المسن فانهال الجنود على هذا الطبيب ضرباًً وركلاً واقتادوه إلى قسم الشرطة ليتم حبسه. بالطبع هذه ليست أول حادثة، ولكن نخوة الطبيب هى التى أظهرتها للعيان. إن ما يحدث فى هذا البلد لابد من الوقوف أمامه بمخاطبة حقوق الإنسان وقطع العلاقات المصرية مع هذا النظام إذا لزم الأمر، مهما كلفنا هذا من تضحيات فكرامة الإنسان لابد أن تحفظ ونحن فى عصر حقوق الإنسان، ولا أعلن جديداً عندما أذكر بأن لمصر مكانة كبيرة فى العالم العربى، ولكن النظام السابق هو من حط من كرامة المصرى وأضاع مكانة مصر، فلقد أهين المصريون كثيراً فى كل مكان ولم يجدوا من يدافع عنهم، لابد للمملكة أن تعلم أن مصر قد تغيرت وستحافظ على كرامة أبنائها ولن يموت هذا الشعب من الجوع، ولا أريد أن أذكر أن التكية المصرية، وهى معونات كانت تقدمها مصر للسعودية فى كل موسم حج لم تنس بعد، وذلك قبل ظهور البترول الذى صنع منهم آلهة فبدل من شكر الله على نعمه صالوا فى الأرض فسادا وتجبراً. ولقد تحدثت منظمة العفو الدولية عام 2009 عن هذا الملف وأشارت إلى صمت الدول الكبرى عنه بسبب المصالح وجاء نص التقرير، كما يلى: "أن الآلاف من المعتقلين السعوديين زُج بهم فى المعتقلات وأصبحوا رهناً لها لسنوات دون محاكمة. وأضاف التقرير أن السلطات السعودية تنتهك حقوق الإنسان بشكل مكثف وعلى نطاق واسع، وأن المجتمع الدولى بتغاضى عن هذه الانتهاكات. وقال مالكوم سمارت، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى المنظمة إن الحكومة السعودية "استخدمت نفوذها الدولى القوى للإفلات من المساءلة، بينما تقاعس المجتمع الدولى عن محاسبة الحكومة على هذه الانتهاكات الجسيمة." وتابع أن تلك الانتهاكات ترتكب "خلف جدار من السرية والتكتم، ويحتجز معظمهم طيلة أعوام بمعزل عن العالم الخارجى ودون محاكمة". ولابد أن تعلم قيادات المملكة أن الدول الكبرى تحكمها مصالحها، وموقفها تتغير وفقاً لذلك، كما أنهم لا يستطيعون فعل شىء أمام غضب الشعوب، فلم تستطع هذه القوى ومعها الكثير من القادة العرب بالنفوذ وبالمال من إنقاذ مبارك من الخلع، فلتكن فى ذلك عبرة قبل أن يفوت الأوان. تحية لهذا الطبيب الشجاع الذى لم يقف متفرجاً على دهس كرامة مسن، وأرجو من القيادات المصرية سواء كانوا مسئولين أو أحزاب أو قوى وطنية أن يقفوا مع هذا الطبيب حتى تعاد له كرامته ويخرج من الحبس خروج الأبطال، وألا تمر حادثة ضرب المسن المصرى مرور الكرام، وهذا اختبار جديد لشرف وطنطاوى حتى يثبتوا جدارتهم لمواقعهم أو يتركوا مواقعهم لمن يعرف قيمة مصر.