فى الوقت الذى يعلن فيه وزير التربية والتعليم الدكتور يسرى الجمل عن انتظام العملية التعليمية بالمدارس، نجد أن الواقع يأتى ليكذب هذه التصريحات، خاصة فى محافظات الصعيد. ففى محافظة أسيوط نجد 2500 طالب وطالبة بالمرحلة الإعدادية بقرية موشا التابعة لمركز أسيوط يعيشون حالة من التخبط الدراسى وعدم الاستقرار، كادت أن تصل إلى تعطل الدراسة بالقرية. بدأت المشكلة حينما صدر قرار الإزالة لمدرسة موشا الإعدادية المشتركة لكونها غير صالحة وتعانى من تصدعات ربما تؤدى إلى سقوطها، وتم نقل الطلاب على قوة المدرسة الوحيدة المتبقية، وهى مدرسة موشا الإعدادية الجديدة، واستمرت فى العمل لمدة عامين على نظام الفترتين بالتبادل (صباحى ومسائى). وعلى غير المتوقع من القائمين على التربية والتعليم بأسيوط صدر القرار بإلغاء مدرسة موشا الإعدادية المشتركة الذى تهدم مبناها فقط وليس هيكلها الإدارى، على الرغم مما وعد به رئيس الجمهورية فى برنامجه الانتخابى بزيادة عدد المدارس لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب. وتستمر الكارثة، حيث إن القرية بها الآن13 مدرسة ابتدائية تصب جميعها فى مدرسة واحدة إعدادية، مما يصعب عملية استيعابهم، وفناء المدرسة أصبح لا يسمح بممارسة الأنشطة لكافة الطلاب ولا طابور المدرسة الصباحى. ويؤكد أحد أهالى القرية وولى أمر طالب أن المصيبة الكبرى، أن قرية موشا التى اشتهرت بأنها بلد العلم والعلماء، حيث أنجبت سيد قطب والدكتورة آمنة نصير عميد كلية بجامعة الأزهر والعديد من السفراء لمصر فى الكثير من الدول، وكانت تنافس دائما على المراكز الأولى فى التعليم وتحقق أعلى نسب النجاح على مستوى المحافظة والجمهورية خاصة فى التعليم الإعدادى، خرجت الآن من الترتيب نهائيا. ويضيف ولى أمر أنه مع هذا العدد المتزايد أصبح المناخ خصبا للدروس الخصوصية التى أصبحت إجبارية على كافة الطلبة الذين وجدوا أنفسهم هم وأولياء أمورهم يرضخون لطلبات المدرسين. ومع هذا العدد من الطلاب 2500 طالب وأكثر من 200 مدرس، كثرت المشاكل بين المدرسين والطلاب من سب وقذف واعتداء وصلت إلى محاضر مثبتة جميعها فى مركز شرطة أسيوط والنيابة الإدارية بأسيوط والشئون القانونية. وفى مدينة الأقصر تم إلغاء مدرسة الأقصر الابتدائية وتوزيع طلابها ومدرسيها على المدارس الأخرى، كما قامت إدارة التربية والتعليم بالأقصر بإلغاء وتصفية أعمال المدرسة المهنية بقرية البياضية بالمدينة، حيث صرح صابر فكار وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالأقصر لليوم السابع، بأن لجنة شكلت ولمدة أسبوع كامل لمتابعة أعمال المدرسة المهنية بقرية البياضية، وقد اكتشفت اللجنة أن نسبة الحضور لا تتجاوز 10% من الطلاب المقيدين، بجانب أن هيئة التدريس بلغت نسبة حضورهم 30% ، لذا قرروا دمج المدرسة المهنية بقرية البياضية مع المدرسة المهنية بقرية الطود من أجل توفير المال العام والجهد والمدرسين، بجانب وجود خطة لدراسة إلغاء المدارس المهنية على أن يتم ذلك بطريقة تدريجية وبعيدا عن العشوائيات، مما يهدد هذه النوعية من المدارس بالانقراض فى الأقصر.
