أعلنت السلطات الأفغانية اليوم، الأربعاء، اندلاع أعمال عنف جديدة فى أفغانستان أدت إلى مقتل 5 شرطيين و25 متمردا، بالتزامن مع جولة وفد مجلس الأمن الدولى لتقييم الوضع ما بعد طالبان. ففى ولاية هلمند الجنوبية تسلل مقاتلو طالبان إلى مركز للشرطة وقتلوا خمسة شرطيين صباح الأربعاء، بحسب الناطق باسم الحكومة المحلية داوود أحمدى. وقال "لم يحصل قتال. تسلل عناصر العدو إلى مركزنا وقتلوا الشرطيين". وأكد الناطق باسم طالبان يوسف أحمدى الهجوم وأضاف أنه تم اقتياد أسرى. وقال "هاجمنا المركز. قتلنا خمسة عناصر شرطة وأخذنا ثمانية آخرين أسرى". وتشكل ولاية هلمند المنتجة للأفيون معقلا لحركة طالبان التى حكمت البلاد بين 1996 و2001، حيث يسيطر المتمردون الآن على عدة قطاعات فيها. واعتبر كرزاى أمام وفد مجلس الأمن الدولى أمس، الثلاثاء، أن سيطرة طالبان على "جيوب لاسيما فى الجنوب" وحتى فى ولايات تنتشر فيها القوات الأجنبية أمر "غير مقبول". ومن جهته، أعلن الجيش الأمريكى أن جنود التحالف الدولى بقيادة أمريكية قتلوا خمسة عشر متمردا صباح اليوم، الأربعاء، فى ولاية قندهار الجنوبية إثر غارة على "مركز قيادة ومراقبة". وقال البيان إن "قوات التحالف ردت على النيران بالأسلحة الخفيفة ما أدى إلى مقتل 15 متمردا وأسر ستة منهم". وفى زارى غرب مدينة قندهار تعرضت القوات التى كانت تشن العملية لإطلاق نار فردت على مصادره مما أدى إلى سقوط خمسة قتلى، كما أضاف البيان الذى لم يوضح ما إذا كان القائد الذى كان هدف العملية فى عداد القتلى. وقتل خمسة متمردين آخرين كما اعتقل أربعة فى اليوم نفسه فى ولاية بكتيكا المجاورة إثر عملية كانت تستهدف شبكة حقانى المرتبطة بالقاعدة، بحسب بيان آخر. وصرح الناطق باسم الجيش الأمريكى الكولونيل جيرى أوهارا "ما زلنا نفكك الشبكات الإرهابية، ونقطع تدفق الأسلحة والذخيرة التى تستخدم ضد مدنيين أفغانيين أبرياء". وينتشر حوالى 70 ألف جندى دولى فى أفغانستان بتفويض من الأممالمتحدة لمساعدة الحكومة على مكافحة تمرد تشنه حركة طالبان إلى جانب جماعات أخرى على غرار القاعدة وشبكة حقانى. وبالرغم من جهودهم تدهور الوضع الأمنى بشكل كبير هذا العام، ما أدى إلى دعوات إلى إعادة تقييم إستراتيجية مكافحة التمرد والتركيز على معاقل المتمردين خارج الحدود الباكستانية. ووصل وفد من 15 سفيرا وممثلا من الأممالمتحدة الى أفغانستان الاثنين الماضى، لتقييم الجهود التى مولها المجتمع الدولى لمساعدة تلك البلاد الفقيرة والضعيفة إثر 30 عاما من الحروب. وتوجه الوفد إلى مدينة هرات الغربية اليوم، الأربعاء، حيث التقى مسئولين أفغان، على ما أعلن ناطق رسمى من دون تقديم تفاصيل. كما طلب كرزاى من المجموعة أمس، الثلاثاء، أن يضع المجتمع الدولى "جدولا زمنيا" دقيقا لانسحاب القوات الأجنبية من بلاده، وإلا فسيكون مضطرا للتفاوض مع حركة طالبان، على ما أعلنت الرئاسة فى كابول.