أكد الدكتور محمد عبد الفضيل القوصى وزير الأوقاف ورئيس بعثة الحج الرسمية، أنه غير راض عن وضع الحجاج فى الأراضى المقدسة خلال هذا الموسم، بسبب المشاكل التى واجهتهم خلال تأدية المناسك طوال فترة إقامتهم بالسعودية، مضيفا أنه تجول فى الشوارع والفنادق للتعرف على أهم المشاكل التى واجهت الحجاج، والممثلة فى ضيق المساحات المخصصة لهم فى الفنادق، وكذلك فى مناطق تأدية المناسك بعرفات ومنى والمزدلفة، مما يتطلب أن يكون هناك مراجعة لبعثات الحج المصرية الثلاثة، سواء التضامن أو الداخلية أو السياحة، على أن تكون هناك هيئة واحدة لتنظيم الحج للمصريين، مثلما يحدث مع الدول الأخرى. وقال القوصى خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده مساء أمس بالسعودية، بحضور ممدوح الفكهانى رئيس بعثة وزارة التضامن، وصلاح هاشم رئيس بعثة الداخلية، ورئيس بعثة السياحة، وناصر ترك نائب رئيس غرفة شركات السياحة، أن هناك المئات من الحجاج تعرضوا لمشاكل عديدة أثناء تفويجهم إلى عرفات ومنى بسبب الزحام الشديد، لافتاً إلى أنه خلال تجوله وجد العديد من الحجاج ثائرين بسبب مشاكل التسكين، وأنه حاول تهدئتهم لكنه تعرض لإهانات شديدة، وقابل ذلك بصدر رحب فمثلا قابلت إحدى الحاجات وهى تسير فى الشوارع فى حالة سيئة فقبلت رأسها وعرضت عليها الإقامة فى الفندق الذى أقيم به، حيث حزنت حزنا شديد على مأساتها. غير أن وزير الأوقاف أشارت إلى أن عدد الحجاج بمختلف الجنسيات وصل إلى 4 ملايين حاج وفقا للأرقام الرسمية من جانب الجهات السعودية، وأنه خلال تفقده أوضاع الحجاج المصريين بصفته رئيس بعثة الحج المصرية، وجد أول المشاكل واجهت الحجاج منذ دخولهم الأراضى المقدسة وانتظارهم لفترات طويلة داخل المطارات، وكذلك خلال تفويجهم إلى منطقتى منى وعرفات والمزدلفة، حيث استغرق الحجاج المصريون ساعات طويلة للوصول إلى مناطق تأدية المناسك فى ظل الزحام الشديد وتعطل المرور بشكل أدى إلى معاناة المصريين الذين وصل عددهم هذا العام إلى 30 ألف حاج للجانب السياحى و30 ألف لقرعة وزارة الداخلية و12 ألفا و500 حاج بالنسبة للجمعيات الأهلية، إضافة إلى 263 ألفا و723 مصريا مقيمين داخل الأراضى المقدسة، مطالبا بدراسة المشاكل التى واجهت الحجاج لتفاديها خلال السنوات المقبلة لعدم تعرض أى مصرى لإهانات فمثلا حدث العديد من المشاكل، لأن شركات النقل المتفق معها لنقل الحجاج إلى عرفات ومنى نقضت العهد، مما يتطلب ضرورة بحث ذلك مع السلطات السعودية لمحاسبة المقصرين. وجدد القوصى مطلبه بضرورة وجود هيئة واحدة لتنظيم الحج للمصريين ليتم التنسيق مع السعودية باسم مصر وليس باسم وزارة بعينها، كما يحدث مع الاستعانة بخبرات الدول الأخرى فى تنظيم الحج لشعبها مثل ماليزيا وغيرها من الدول ليكون هناك احترام لآدمية الحاج المصرى، فلا يجب أن يكون هناك حجاج تفترش الأرض والأرصفة للمبيت. الغريب أن صلاح هاشم رئيس بعثة حج وزارة الداخلية "حج القرعة" قابل كلام وزير الأوقاف بالحديث عن إنجازات وزارة الداخلية فى تنظيم الحج، قائلا: "نحن ذكرنا السلبيات ولم نذكر الإيجابيات ويجب ألا نتصيد الأخطاء"، وهو مما جعل الوزير يؤكد أنه يعرض بعض ما شهده على الطبيعة وما نشرته الصحف بشكل محايد دون تزييف أو تحريف. وأضاف هاشم أنه لأول مرة يقوم بإعادة حقوق الحجاج من رسوم، بسبب عدم التزام شركات النقل، وأن جميع المشاكل تم تداولها فى محاضر رسمية قائلا: "ياريت تتولى وزارة الأوقاف تنظيم الحج علشان نشوفها كيف ستنظمه!". فيما أكد نصر ترك نائب رئيس غرفة شركات السياحة أن المطوفين فى السعودية لا يلتزمون بالاتفاقات المبرمة مع المصريين وأن الغرفة لديها الإمكانيات بالتعاقد مع الجهات السعودية للحج بأقل الأسعار، حيث تستطيع التفاوض سواء لوزرات التضامن والداخلية بالنسبة لسكن الحجاج خلال موسم الحج وأنه تم التعقد من خلال الغرفة من المطوفين لأماكن الحجاج بسعر 400 ريال بدلا من 4 آلاف ريال لكل حاج، حيث استطاعت غرفة السياحة توفير ما يقرب من 30 مليون ريال سعودى، إضافة إلى الغياب الأمنى من جانب السلطات السعودية فى "النفرة" مع عدم وجود حمامات آدمية فى منطقة المزدلفة، إضافة إلى عدم تخصيص طريق لمصر فى الوقت الذى خصصت فيه السعودية طريق لتركيا مطالبا بضرورة عرض هذه المشاكل على الملك ولى العهد خاصة بعدما تعرض الحجاج لابتزاز كبير فى السعودية، حيث وصل تسعيرة استقلال الحاج للموتيسيكل من منطقة "منى" إلى مكة ب 200 ريال. فيما أكد ممدوح الفكهانى رئيس بعثة حج وزارة التضامن والعدالة الاجتماعية أن الحجاج المصريين يتعرضون لإهانات كبيرة داخل الأراضى المقدسة منذ 10 سنوات، مطالبا بضرورة التوسع فى إنشاء حمامات عديدة للحجاج فى منطقتى منى وعرفات، فلا يعقل أن يكون هناك خمسة حمامات لأكثر من 5 آلاف حاج فى الوقت الذى لا يوجد أى أماكن آدمية لجلوس الحجاج فى منطقة المزدلفة.