قال السفير الدكتور محمد حجازى مساعد وزير الخارجية الأسبق إن مصر تعد الوسيط الأمثل لإيجاد حلول للأزمة اللبنانية الراهنة، لعلاقتها القوية في محيطها وقدرتها على تجميع الإرادات العربية والدولية بجانب صلتها الطيبة بالأطياف السياسية والدينية والعرقية بلبنان مما يجعل وساطتها مقبولة من مختلف التوجهات. وأوضح السفير حجازي، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط تعقيبا على زيارة سعد الحريري المكلف برئاسة الحكومة اللبنانية إلى القاهرة اليوم /الأربعاء/، أن مصر تستند دائما على كل ما يحقق مصلحة لبنان وأمنه ولا تتوخى سوى صالح كل اللبنانيين ولا تنحاز لفئة أو لطائفة على أخرى، وستدعو كافة الأطراف للالتزام بتغليب الصالح الوطني، وستعمل على استعادة لبنان لمكانته ولدولته القومية في محيطه العربي والدولي وتخطي الأزمة الاقتصادية التي يمر بها. ورأى أن توجه سعد الحريري إلى مصر ولقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي يأتي في توقيت شديد الأهمية، أي وسط أزمة سياسية معقدة تمر بها لبنان لعدم قدرة الأحزاب اللبنانية على التوصل إلى تشكيل حكومة، مضيفا أن تلك الزيارة تؤكد من جديد أن مصر حريصة على استعادة لبنان لمكانته ووقف التناحر الطائفي ومنع تصدير الأزمة والتدخلات الإقليمية من بعض الدول التي لا تريد مصلحة لبنان. وتابع أن زيارة سعد الحريري للقاهرة تعد مؤشرًا على أن القادة اللبنانيين يرون في مصر المكانة والمصداقية التي يحتاجونها في وقت الأزمة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن مصر تدير علاقة قوية بالأطراف الدولية ذات الصلة بالأزمة اللبنانية وعلى رأسها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير خارجيته جان ايف لودريان، وقد أسهمت مصر من خلال التشاور مع فرنسا في إعطاء الاهتمام الكافي والمبادرات المطلوبة التي يمكن صياغتها لخروج لبنان من مأزقه. ونوه مساعد وزير الخارجية الأسبق بأن مصر تتطلع في أن تعود لبنان لدورها المنشود، جسرا للتواصل و همزة وصل بين العرب وأوروبا، حيث أن لبنان بلد منفتح ثقافيا واقتصاديا على عالمه العربي ومندمج كذلك مع الثقافات العالمية. وأكد على العلاقات التاريخية التي تجمع مصر بلبنان قيادة وحكومة وشعبًا، فضلا عن دور مصر المحوري في مسيرة لبنان، مذكرا بأن مصر لم تألو جهدا في مساندة لبنان اقتصاديًا وتنمويًا طيلة السنوات الماضية، وكذلك من خلال جهود الإغاثة والدعم الكامل عقب الكارثة التي تعرضت لها بيروت وانفجار المرفأ الذي أدى لخسائر مادية وبشرية ضخمة.
