مصرى الجنسية، 8 صور شخصية، شهادة المؤهل الجامعى، شهادة ميلاد، صحيفة الحالة الجنائية, هى الأوراق المطلوبة لصعودك إلى السلك الدبلوماسى، لكن انتبه هناك أوراق أخرى قد تقف عقبة أمام دخولك السلك الذهبى، هذه العقبة هى الامتحانات الشفوية والتحريرية. امتحانات "السلك الدبلوماسى" البوابة الأهم للخارجية المصرية تشمل قسمين الأول: امتحانات تحريرية تضم اختبارات فى مواد اللغات (العربية والأجنبية الأولى والثانية)، اقتصاد سياسى والاقتصاد المصرى، علاقات دولية، قانون دولى ومنظمات دولية، مصر والوطن العربى وموضوعات الشرق الأوسط وأفريقيا والقسم. الثانى: اختبارات شفهية تشمل اختبارا نفسيا واختبار مخابرات يقوم به جهاز الأمن القومى وكشفا للهيئة. لكل امتحان نتيجة كالمعتاد.. لكن الوضع فى اختبارات السلك الدبلوماسى مختلف, لأن نتائج الامتحانات لا يتم إعلانها بالكامل, وإنما تقتصر فقط على كلمة "ناجح" والآخرون يعرفون مصيرهم بناء على الكلمة الأولى، بمعنى آخر, من لم يتم إبلاغه بأنه ناجح فهو بالطبع "راسب", وهذه هى الأزمة كما يقول محمود صافى "الأزمة ليست فى الواسطة وإنما فى عدم إعلان النتائج واضحة وصريحة حتى تعرف أن تحدد فى أى امتحان بالضبط فشلت". صافى الذى دخل امتحان الخارجية للمرة الرابعة على التوالى أشار أنه فشل فى اجتياز الامتحانات التحريرية "دون أن يعرف السبب؟" بالرغم من أنه "مؤهل كويس" فهو خريج كلية اقتصاد وعلوم سياسية وحاصل على تمهيدى ماجستير, إضافة إلى العديد من الدورات المتخصصة. آخر مسابقة أجرتها وزارة الخارجية, وأعلنت نتائجها كانت فى ديسمبر 2007 تقدم لها 932 خريجاً نجح منهم 79 كان منهم أحمد كمال الذى كانت قضايا "ارتفاع الأسعار فى مصر، تغير المناخ، العلاقات المصرية الإيرانية، اتفاقية الجات، منظمة المؤتمر الإسلامى، المعونة الأمريكية، السياسة الأورومتوسطية لمصر" سبباً فى نجاحه، كمال نجح أولاً فى الامتحانات التحريرية بعد تخرجه مباشرة من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وصولاً لكشف الهيئة أمام لجنة مكونة من 10 إلى 15 مساعداً من مساعدى وزير الخارجية سألوه "12 سؤالاً فى معظم القضايا الأساسية فى السياسة المصرية, نصفها كان بالإنجليزى على الرغم من أن كل زملائه سئلوا سؤالين أو ثلاثة فقط بالإنجليزى" وهو ما يعنى عدم وجود معيار محدد لنظام الأسئلة. وهو نفس الأمر الذى لم ينفه الدكتور مصطفى الفقى عضو لجنة امتحانات السلك الدبلوماسى رافضاً التعليق بأكثر من ذلك. العمل فى الخارجية ليس مجرد وظيفة, كما يقول السفير هشام بدر، مساعد وزير الخارجية ومدير إدارة السلك الدبلوماسى, وإنما مهنة تتطلب خريجاً مؤهلاً لتمثيل مصر فى الخارج, وهو ما جعل السفير بدر يعتبر اختيار أفضل العناصر التى تستطيع تمثيل مصر فى المحافل الدولية هو "المهم" فى امتحانات السلك الدبلوماسى، ويضيف, يجب أن يكون الملتحق بوزارة الخارجية يملك من العلم والثقافة ما يؤهله لهذه الوظيفة التمثيلية. وما بين عبارتى "مش عارف سقطت ليه؟" و"إزاى نجحت؟" يبقى تساؤل هام طرحه محمد صلاح, وهو إذا كان لا يوجد معيار محدد لنظام الأسئلة؟ ولا طريقة واضحة فى إعلان النتيجة؟ ووزارة الخارجية على الجانب الآخر فى أمس الحاجة إلى دبلوماسيين جدد, كما يصرح أحمد أبو الغيط وزير الخارجية.. فما العمل؟ صلاح رسب فى الامتحانات التحريرية "دون أن يعرف السبب", لكنه لم ييأس وأعلن أنه سيتقدم للامتحان الجديد فى نوفمبر المقبل موضحاً أنه "لا يزال يعلق الآمال على الخارجية" وخاتماً بعدم وجود "أى مشكلة" وذلك "لأن الخارجية تعمل امتحاناً كل 3 شهور تقريباً, وأنا هفضل ورائهم".. هذا ولا تزال الآمال معلقة على الخارجية المصرية بالرغم من عدم إعلان نتائج اختبارات السلك الدبوماسى. لمعلوماتك: القانون رقم 45 لسنة 1982 هو الذى ينظم شروط التقدم لامتحان مسابقة التعيين فى وظيفة ملحق بالسلك الدبلوماسى والقنصلى بوزارة الخارجية. *على الرغم من الإعلان المتكرر عن الحاجة إلى دبلوماسيين مؤهلين, فأن أغلب من يجتاز امتحانات السلك الدبلوماسى من كليات التجارة والطب والهندسة بالترتيب, كما جاء على لسان أحمد أبو الغيط وزير الخارجية.