نحلم دوماً بالحب ونتمناه ونترك أنفسنا أسرى له، نحلق معه ونبيت ليالينا مشغولين به، ونعيش معه ونمنح الكثير لأجله، حتى إذا حدث ما يهدمه نتنكر له ونكفر به، ونصل لحد الكراهية له، والألم منه والندم عليه، ونتعهد بعدم خوض تجربة الحب مرة أخرى، ونسأل أنفسنا مرات ومرات بحسرة عن السبب، وقد نتغير من داخلنا وتختلف نظرتنا إلى الحياة، والبشر من حولنا. أقول ببساطة لا يجب علينا التوقف عن الحب ولا العطاء، ولكن أى نوع من الحب؟ علينا أن نحب فى الله وبالطبع من سنحبه فى الله هو ذلك الشخص الذى يرعى الله وحدوده، فلو توقف هذا الشخص عن الحب "لأن القلوب بين إصبعى من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء" فلن يؤذى من أحبه، لأنه يرعى الله ويخشاه، والأهم أننا عندما نحب فى الله سنوجه نيتنا إلى الله فنؤجر على ذلك. فالزوجة التى تعيش مع زوجها سنوات طوال ثم يهجرها ليتزوج غيرها، وتظل تتذكر والألم يعتصرها ما قدمته لأجله كل تلك السنوات كيف إنها أحبته وضحت لأجله وتحملت معه، فتتعذب وتندم وقد تنهدم حياتها وينكسر قلبها وتكفر بكل القيم وتنهار، ولكن إذا كانت هذه الزوجة منذ البداية قد أحبت هذا الزوج فى الله وأخلصت النية لله إن كل ما تفعله فى سبيله، ولنيل رضاه وحدث ما حدث لن أقول إنها لن تحزن ولن تُصدم ولكن لأنها ابتغت وجه الله، وتعلم أن أجرها من رب العباد سيُهون ذلك الكثير. وأيضاً عندما نصادق شخص ما و نثق به ونمنحه الكثير من الوقت والاهتمام، لو أحببناه فى الله وكان عند حسن الظن فهنيئاً لنا، أما وإن خاب ظننا فيه سنؤجر على ذلك، ولن نندم لأننا فعلنا ذلك حباً فى الله. أخيراً أتمنى أن نحب فى الله، ونجدد العهد دوماً مع الله لحظتها سننعم بمن أحببنا، وسيهون أيضاً علينا الكثير.