بعد معاناة الشاب السكندرى بلال أبو النجا من نقد الناس بسبب شعره الطويل لقرابة أربعة أعوام ووصمه باتباع الأسلوب الغربى أو الانحراف الجنسى، قرر استخدام شعره لغاية نبيلة متبرعا به لطفلة تبلغ من العمر 15 عاما مصابة بالسرطان. وبدأت الرحلة بدهشة موظفى معهد الأورام بالقاهرة من شاب حسن المظهر ذو شعر طويل ناعم يجدله برباط ليسدل على ظهره يطلب منهم التبرع به لصالح أحد الأطفال المرضى- ممن تساقط شعرهم بفعل العلاج ، ولم يدركوا جديته فى طلبه وقابلوه بالاستغراب والاستهجان، ولكن مع إصراره تمكن أخيرا من الوصول إلى قسم الأطفال حيث نصحته إحدى الطبيبات بقص شعره بطريقة خاصة حتى يتمكن من صنع "باروكة" صالحة وأن المعهد لن يستطيع توفير له تلك الإمكانية. ولم يفقد بلال( 23 عاما) حماسه وتحرك باحثا عن "كوافير" متخصص يستطيع مساعدته على قص شعره دون إفساده بعد أن أعتنى به على مدى السنوات - فى ظل انتقادات متواصلة- ومن أقصى القاهرة لأقصاها رحلة أخرى للبحث عن "صانع البواريك" الوحيد ليتمكن من إعادة وصل شعر بلال ليناسب طفلة فى الخامسة عشر من عمرها. وفسر بلال اختيار هذا السن ليتبرع له بشعره رغم اقتراح معهد الأورام أن يكون التبرع لطفل أو طفلة فى سن الخامسة أو الرابعة، بأن تفكيره لم يغفل البعد النفسى لطفلة فى هذا السن قد يمثل لها فقدان شعرها أزمة نفسية وعدم قدرة على الاختلاط مع قريناتها، فى مقابل تراجع تلك الأزمة للأطفال فى سن الخامسة. وأضاف بلال أنه راعى فى اختيار سن الطفلة أن تستفيد منه لعدة سنوات فى مقابل سرعة تغير شكل رأس الأطفال فى سن الخامسة، فضلا عن جودة الشعر البشرى الذى يمكن غسله وتسريحه بعكس الشعر الصناعى ردىء الجودة. وبعد أيام ذهب بلال إلى "صانع البواريك" ليحصل على شعره بعد أن أخذ شكلا غير رأسه ليناسب طفلة تحتاج إلى استعادة الثقة بالنفس من خلال مظهرها الذى نال منه المرض. وتابع بلال أنه لم يفضل رؤية الطفلة التى تبرع لها حتى لا يكون هناك شعور بالامتنان لشخص ما أو خلق نوع من المشاعر الإنسانية، وأن تبرعه كان للاستفادة من شعره، مشيرا إلى أنه كان يحب أن يحظى بشعر طويل وأنه كان يتلقى انطباعات الناس المسبقة عنه بمحاولة النقاش وتوضيح رؤيته وكسر القوالب النمطية التى تؤثر على المجتمع فى مختلف المجالات.
