صدر حديثا عن دار العين للطباعة والنشر رواية "ساحل الغواية" للكاتب محمد رفيع، وتدور الرواية حول امرأة بدوية وقدرتها النافذة على معايشة الواقع والتعامل مع الظروف المحيطة، تعمل فى قراءة الودع وقص، كما تحتفى بالعشق تميمة الإنسان الأولى التى تدفعه وتعينه على البقاء، توليفة من كل هذه الأشياء فى جو أسطورى. وتقترب رواية "ساحل الغواية" كثيرا وتحاور المجتمعات الصحراوية والساحلية، وتحاول مناقشة واستنباط تلك المرتكزات التى فرضتها تقاطع الثقافات، فحاول الكاتب الغوص فى ثقافة أهل السواحل والارتحال فى ثقافة بدو الصحراء، بين صخب البحر والانفتاح على الآخر وعادات وتقاليد وأساطير السواحل من جهة ومن جهة أخرى سكون البادية بكل معطياتها الثقافية، التى شكلت شخصية أهل الصحراء، ويظن أنها على اختلافها ما هى إلا صيغ حياة ارتضاها الفرد أو المجتمع لتساعده على البقاء، صيغ حياتية تتناسب والظروف الاجتماعية والاقتصادية. وتقول الرواية، إن الإنسان وليس البيئة هو رهان رواية "ساحل الغواية" الأول، وإن كانت قد اتخذت من البيئة الصحروبحرية خلفية لأحداثها، إلا أنها حاولت بجدية التفتيش فى أعماق النماذج البشرية التى قدمتها، والتى افترضت الرواية أنها عاشت هناك فى مطلع القرن الماضى، حيث تدور أحداث الرواية فى مطلع القرن العشرين. تقدم "ساحل الغواية" أيضا مقدمة تاريخية لإنشاء بعض المدن كمدينة الغردقة وغيرها على شاطئ البحر الأحمر، مستعرضة فترة اكتشاف البترول على أيدى الإنجليز، ووضع مجتمعات البدو الصعيدية التى بدأت تتشكل على ساحل البحر.