أكدت مصادر بالجماعة أنه تم خلال الأيام الماضية إجراء مشاورات بمكتب الإرشاد، حيث أيّد فيها أغلبية الأعضاء الدكتور محمد كامل وكيل نقابة المحامين الأسبق خاصة بعد اتصالات جرت بين الدكتور سيد البدوى رئيس الحزب لإقناعهم لتأييده، موضحا أن كافة المؤشرات تشير إلى أنه المرشح الذى اختارته الجماعة لمساندته ومؤازرته للفوز بمنصب النقيب. وقال المصدر فى تصريح ل"اليوم السابع" إن دعم وتأييد تيار الإخوان فى نقابة المحامين للدكتور محمد كامل جاء بعد مشاورات ومناقشات داخل الجماعة، استقرت فى النهاية على دعمه نقيبا للمحامين بعد قرار الجماعة بعدم الدفع بمرشح لها على منصب النقيب فى هذه الانتخابات والاكتفاء بالمنافسة على عضوية المجلس. وأضاف أن كامل يعد من أقرب المرشحين على منصب النقيب إلى الجماعة، وأنه أكثر المعبرين عن أهدافها وبرنامجها، مؤكدا أن علاقتهم وطيدة به وأن التحالف الإخوانى الوفدى على الساحة السياسية فرض نفسه على تحالفات الجماعة داخل النقابة، حيث ضمت قائمة الإخوان المنافسة على عضوية المجلس عن مقعد المستوى العام أحد المرشحين من قيادات حزب الوفد، وهو الدكتور محمود السقا، عضو مجلس النقابة السابق، وأخيرا دعم الإخوان للدكتور محمد كامل نقيبا. وكانت التربيطات والتحالفات فى انتخابات نقابة المحامين تتضح ملامحها استعدادا ليوم التصويت المقرر لها 15 أكتوبر المقبل، وتعد جماعة الإخوان المسلمين اللاعب الرئيسى والمرجح الأول لأى نقيب قادم رغم أنهم لم يقدموا أى مرشح للمنصب، وبدأت الجماعة فى المشاورات على مستوى مكتب الإرشاد من جانب وقيادات حزب الحرية والعدالة من جانب آخر بعد انتهاء لجان المحامين وقسم المهنة من تقريرهما للجماعة حول المرشحين ووضعهم وبرامجهم وقوتهم فى الشارع. وكان المرشحون الأربعة الأبرز على منصب النقيب سعوا خلال الأيام الماضية كسب ود الإخوان من أجل حسم الصراع على المنصب مبكرا، ومنهم مختار نوح المحامى المنشق عن الجماعة والذى كان يراهن على عدم إعلان الجماعة عن المرشح الذى ستؤيده نقيبا للمحامين وحاول كثيرا من خلال اتصالات غير رسمية بالجماعة إقناع الجماعة بعدم تسمية مرشحهم أو ترك الأمر لحرية المحامين، لكسب أصوات محامى الإخوان فى هذه الحالة. أما منتصر الزيات الذى أكد أكثر من مرة أن هناك اتجاها قويا داخل الجماعة لتأييده، بل قال إن الإخوان قطعا سيؤيدونه فى حالة عدم الدفع بمرشح لهم على مقعد النقيب، وأنه بالفعل جرت اتصالات لمحاولة إقناعهم بتأييده خاصة بعدما ظهرت قوته فى عدد من جولات المحافظات التى قام بها الأسابيع الماضية. وكشفت مصادر أن سامح عاشور نقيب المحامين الأسبق والخصم الأكبر دائما لتيار الإخوان بنقابة المحامين أجرى محاولات لكسب دعم الجماعة له، إلا أن مكتب الإرشاد أقسم أنه لن يعطى عاشور صوت واحد ولو كان آخر من يترشح على المنصب، ويعود هذا القرار إلى المرحلة السيئة بين الجماعة والإخوان فى نقابة المحامين. وبذلك يكون الدكتور محمد كامل وكيل نقابة المحامين الأسبق ونائب رئيس حزب الوفد المرشح الأقوى والأقرب لكسب تأييد ودعم الإخوان. ومن ناحية أخرى، أوضح محمد طوسون مسئول ملف المحامين داخل جماعة الإخوان أن قائمة "الإخوان" التى أطلقوا عليها "القائمة القومية" ضمت حتى الآن 8 مرشحين من بينهم خمسة ينتمون للجماعة وهم: على كمال، أسامة الحلو، ناصر الحافى، محمد طوسون، فتحى تميم، وثلاثة من تيارات سياسية أخرى، وهم، الدكتور محمد محسوب عميد كلية الحقوق بجامعة المنوفية، والدكتور محمود السقا القيادى بحزب الوفد، ومحمد الدماطى، المحامى اليسارى، ورئيس لجنة الحريات بنقابة المحامين. وقال طوسون إن هناك ما يقرب من خمسة مرشحين آخرين سينضمون للقائمة القومية منهم من ينتمى للإخوان وآخرين من تيارات سياسية أخرى، ومن المحتمل أن تضم المحامى الناصرى محمد منيب، مشيرا إلى أن القائمة ستضم 13 مرشحا فقط. وأضاف إن القائمة القومية لم تبدأ تحركاتها وجولاتها الانتخابية حتى الآن، مشيرا إلى أنهم وضعوا برنامجا انتخابيا قويا وحقيقيا يعبر عن طموحات المحامين ويرتقى بنقابتهم، إلا أنهم ينتظرون الفصل فى الطعون الانتخابية المقامة أمام محكمتى القضاء الإدارى والنقض على قرار فتح باب الترشح لبدء حملتهم الانتخابية، مؤكدا أنهم وضعوا خطة لزيادة موارد النقابة الاقتصادية وزيادة دخل المحامى على رأس أولويات البرنامج الانتخابى للقائمة، بالإضافة إلى البحث عن موارد النقابة الضائعة والمستحقة لدى وزارة العدل. الجدير بالذكر أن جماعة الإخوان تعد الفصيل الأقوى داخل النقابة الذى يوجه ويدير بوصلة النقيب ولها دور مؤثر فى اختيار نقيب المحامين المقبل، وهذا ما أثبتته الانتخابات الأخيرة التى تم إجراؤها فى مايو 2009، حين حسمت الجماعة الصراع على المنصب بعد تأييدها لحمدى خليفة النقيب السابق.
