كشفت مصادر مطلعة داخل مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين أنه بات من شبه المؤكد أن تذهب أصوات الصحفيين المنتمين للجماعة في الانتخابات على منصب نقيب الصحفيين ، المقرر إجراؤها الأحد المقبل ، إلى النقيب الحالي جلال عارف ، حيث تم استبعاد تأييد كل من الدكتور أسامة الغزالي حرب وإبراهيم حجازي ، الصحفيين بالأهرام ، الأول بسبب موقفه المؤيد للتطبيع وقيامه بزيارة إسرائيل ، والثاني لكونه مقربا بشدة من مؤسسة الرئاسة ، لدرجة أن البعض يصفه بالصديق الشخصي للرئيس مبارك ، والجماعة لا تريد – في هذه المرحلة - الظهور بأي شكل من الأشكال بصورة المؤيد للنظام أو حتى للمقربين منه . وأوضحت المصادر أن النقاش داخل الجماعة كان مقتصرا على هؤلاء المرشحين الثلاثة ، حيث أن فرصة باقي المرشحين تبدو شبه منعدمة ، ولا يوجد مبرر كي تراهن الجماعة على تأييد مرشح لا يحظى بأي فرصة في الفوز . وكان نقيب الصحفيين جلال عارف ، والمرشح الأقوى للفوز في الانتخابات ، قد قام أمس بزيارة مقر جماعة الإخوان المسلمين بضاحية منيل الروضة ، حيث التقى مع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف والدكتور محمد سيد حبيب النائب الأول للمرشد . وأعرب المرشد العام عن ترحيبه بمثل هذه اللقاءات التي تقرِّب بين القوى السياسية وتزيد من التعاون فيما بينها على القواسم المشتركة، مشدِّدًا على ضرورة استمرار التعاون بين الفصائل السياسية المختلفة، خاصةً في ظل الظروف الراهنة لمواجهة التحديات الخارجية والداخلية. وأشار عاكف إلى أن الإخوان كجماعة لا يتدخلون في النقابات، ويعتبرون ذلك شأنًا داخليًّا يحسمه أهلُ المهنة، موضِّحًا أن قرار تأييد مرشحٍ دون آخر لمنصب نقيب الصحفيين منوطٌ بصحفيِّي الإخوان؛ فهم أصحاب القرار في ذلك. من جانبه ، أكد جلال عارف على ضرورة اتصال الحوار، خاصةً وأن المساحة المشتركة بين كل القوى الوطنية يمكن توسعتها، وتحدث عارف عن دور نقابة الصحفيين في تحقيق الإصلاح السياسي، منتقدًا في الوقت ذاته مَن يختزلون دورَ النقابات المهنية- وعلى رأسها نقابة الصحفيين- في الدور الخدمي فقط. وشدَّد نقيب الصحفيين على أنه لا يمكن الحديث عن الإصلاح السياسي دون الحديث عن حرية الصحفيين وحرية أقلامهم, مشيرًا إلى وجود "لوبي" من رجال النظام ورجال الأعمال يعملون ضد إلغاء عقوبة حبس الصحفيين؛ لأنهم مستفيدون من الفساد المستشري. من جهته ، أشار الدكتور محمد حبيب ، النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين ، إلى الأوضاع المتردية التي تمر بها مصر، وأرجع السبب في ذلك إلى الاستبداد والفساد الإداري، وتعيين القيادات التنفيذية وعدم اختيارها بالانتخاب، وهو الأمر الذي خلَّف لنا قياداتٍ تفتقد الأمانةَ والإحساس بالمسئولية. وقام معظم المرشحين في الانتخابات بزيارة مكتب الإرشاد سعيا وراء الحصول على تأييد الجماعة ، حيث استقبل عاكف السبت الماضي رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية الدكتور أسامة الغزالي حرب ، وبعد يومين استقبل إبراهيم حجازي وأسامة غيث الصحفي المعارض داخل الأهرام ومن قبلهم جميعا قام مصطفى بكري رئيس تحرير الأسبوع بزيارة مكتب الإرشاد . وجدير بالذكر أن الخلاف داخل جماعة الإخوان حول المرشح الذي سيؤيدونه لمنصب نقيب الصحفيين ، قد تسبب في حدوث أزمة حادة بين مكتب الإرشاد وبين الصحفيين المنتمين للجماعة ، ففي الوقت الذي كشف فيه ممدوح الولي عن تأييده لأسامة الغزالي حرب والمفاضلة بينه وبين إبراهيم حجازي ، فإن محمد عبد القدوس تمسك بتأييد جلال عارف النقيب الحالي ، بينما أصر صلاح عبد المقصود على دعم إبراهيم حجازي لمنصب النقيب. وكشفت مصادر قريبة من الإخوان أن قسم المهنيين بمكتب الإرشاد يميلون إلى تأييد النقيب الحالي جلال عارف وهو الرأي الذي يميل له مهدي عاكف المرشد العام لأسباب كثيرة منها علاقة عارف بالإخوان وموقفه خلال الدورة الماضية من التحالف الوطني من أجل الإصلاح ، الذي يقوده الإخوان ، وسماحه باستضافة النقابة لورش عمل التحالف على مدار شهر كامل ، وبالإضافة إلى ذلك يبرر مكتب الإرشاد تأييده لعارف بإدارته للعمل داخل النقابة بديمقراطية وحيادية تأخذ في الاعتبار رأي المجلس وتحركاته خلافا لما يحدث في نقابة المحامين التي تتشابه كثيرا في مشاكلها المهنية والقومية مع الصحفيين.