خاطب رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان مساء اليوم، الشعب المصرى قائلا: "لقد خطوتم خطوة جيدة وستذهبون للتصويت لتختاروا النظام الجديد ليكون ميلادا جديدا لمصر بعد هذه الانتخابات"، مشيرا إلى أن الاستفتاء الدستورى يثبت أن الشعب المصرى جاهز للديمقراطية. وقال أردوغان فى خطابه الذى ألقاه من دار الأوبرا، أن ميدان التحرير أصبح الاسم المرادف للكفاح والحرية والديمقراطية، ولم ينس رئيس الوزراء التركى أن يقدم التعازى لأهالى الشهداء المصريين الذين لقوا مصرعهم على الحدود مع إسرائيل. وتفاعل الحضور كثيرا مع خطاب أردوغان، وزادت حدة التصفيق عندما استشهد بآيات قرآنية وأحاديث شريفة وتحدث عن الغزو الإسرائيلى والموقف التركى من إسرائيل، حيث تعالت الهتافات فى القاعة.. وكان منها "مصر وتركيا أيد واحدة"، "أوردغان يا زعيم وحد صف المسلمين". وفور دخوله للقاعة متأخرا عن موعده المحدد بأكثر من ساعتين، استقبل الحضور رئيس وزراء تركيا بحفاوة بالغة وتصفيق حاد، فيما استهل أردوغان خطابه بقوله، إنه متحمس بوجوده فى مصر، قائلا: باللغة العربية "إن مصر بلد سيدنا موسى ويوسف وأن مصر أم الدنيا"، وهو ما صاحبه تصفيق حاد. وأضاف أردوغان، "إن مصر مركز الحضارة الإسلامية القديمة ومنارة العلم والمعرفة من خلال جامعة الأزهر، وأن مصر صوت عبد الصمد وأم كلثوم"، مؤكدا على أن مصر أخت تركيا والقاهرة أخت إسطنبول. وتحدث أوردغان عن التغيير فى المنطقة، وقال إن المنطقة تمر بحالة انقلاب تاريخى وثورى وديمقراطى، لافتا إلى أن هذه الفترة ستمر بأمن وسلام وتركيز على مستقبل مصر، مؤكدا على دور الشباب فى إحداث التغيير، ضاربا المثل بالسطان محمد الفاتح وانتقل منه إلى تحية الشاب التونسى محمد بو عزيزى وجميع الشباب الذين قدموا أرواحهم فداء للحرية باعتبارهم نوابا لحركة الصحوة التى تحركت كالأمواج فى المنطقة. مشيرا إلى أن تركيا تدافع وتدعم طلبات الشعوب الشرعية، قائلا: الإدارة التى لا تتفهم إرادة الشعوب هى إرادة غير شرعية وأن تلك هى لب سياسة تركيا بالمنطقة. وأوضح أردوغان، أن تركيا وجهت تلك الرسالة إلى سوريا واليمن والبحرين وعلى القيادة أن تقود التغيير. وقال "لابد من الإصغاء لمطالب الشعوب الإنسانية، فلا يمكن تأجيل الحريات وغض النظر عنها، ففى النهاية جميعنا سنموت ونوضع فى قبر 2 متر، عندما قلت هذه الرسالة جاءنى خبر من مصر إن هذه الرسالة شنيعة، فقلت إننى لم أوجهها لأحد بعينه ولكنى وجهتها إلى كل أغنياء العالم "ألا تموتون "لابد أن نعمل فى المرحلة القادمة بالعقل ومفهوم احتضان الجميع، فقد انتهى عهد تأجيل الديمقراطية بدعوة أنها تحريك من الخارج فالحرية والديمقراطية مثل الخبز". وتناول أردوغان الحديث عن التعاون المصرى التركى فى المجال الاقتصادى وحجم التبادل بين البلدين، والذى كان 60 مليون دولار منذ خمس سنوات ووصل الآن إلى 4 مليارات دولار. وقال أردوغان، إن تركيا على استعداد لتقديم مساندتها لمصر فى هذه المرحلة من أجل استثمار وتعاون أكبر، مؤكدا على أن نقل الغاز الطبيعى من مصر لتركيا له أهمية كبيرة ويفتح آفاقا جديدة للمنطقة، وأن مصر ستكون مفتاح تركيا لأفريقيا، كما أن تركيا ستكون مفتاح مصر لأوروبا. وشهد الخطاب واقعة جذبت انتباه الحاضرين، عندما وقف سوريان كانا متواجدين فى القاعة ومعهما لافتة مكتوب عليها "بشار يقتلنا"، حيث دخل الأمن فى تفاوض معهما لأكثر من 50 دقيقة، لمحاولة إقناعهما بتنزيل اللافتة، لكن الأمن فشل فى ذلك، ثم بعدها هتف السوريان "الثورة فى سوريا.. أين تركيا منها"، ولم يحدث تجاوب من الحضور لهذه الهتافات، إلى أن تدخل الأمن وأخرج السوريين من القاعة. من جانبه قال أردوغان إن بلاده قدمت الدعم والمساعدة لسوريا، مضيفا: "شاهدنا تزايدا فى الخسائر المدنية، ومع ذلك لم يتحدث معنا بشار بصراحة، ونحن لا نستطيع أن نأتمنه، كما أن السوريين لا يؤمنون به وأنا لا أؤمن به ولا نصدقه". وأكد أردوغان أن هناك قوى خارجية تدعم الطائفية المذهبية فى سوريا، مشيرا إلى أنه سبق وأبلغنا السوريين أن عليهم أن يفتحوا أعينهم لأن البلاء قادم.
