شهد اليوم الثانى من إضراب الأطباء الذى من المقرر تنفيذه لأربعة أيام متواصلة، ما يمكن وصفه ب"الفشل الذريع" بمحافظتى القاهرة والجيزة، حيث استمر العمل فى العيادات الخارجية بالمستشفيات العامة، التى تم الإعلان مسبقا عن مشاركتها فى الإضراب، بشكل طبيعى، على رأسها إمبابة العام وحميات إمبابة والنيل للتأمين الصحى والمطرية التعليمى والمنيرة العام. ومن جانبه أكد د.أحمد شوقى، طبيب أنف وأذن وحنجرة بمستشفى المنيرة العام، أن سبب عدم مشاركة الأطباء فى الإضراب هو أن الوقت الحالى غير مناسب للإضراب عن العمل، لافتا إلى أن الوضع الأمثل هو انتظار تشكيل مجلس جديد للنقابة حتى يكون هناك مجلس يتوافق عليه الأطباء ويكون واجهة التفاوض على مطالب الأطباء مع الحكومة، فى حين أشار د.محمد على، المتحدث باسم أطباء مستشفى الخازندار، أن الأطباء حرصوا على الا تتجاوز مدة إضرابهم أمس عن ساعتين، دون توقف العمل بقسم الطوارئ، إلا أنهم فى الوقت نفسه قرروا التوقف عن الاعتصام بدءا من اليوم. وطالب وزارة الصحة بتطبيق قرار الحد الأقصى للأجور بوزارة الصحة، وزيادة ميزانية العلاج المجانى، خاصة أن المستشفى يعانى من نقص شديد فيما يتعلق بتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية وفقا لهذا النظام، مع تثبيت العمالة المؤقته، ووضع كادر للأطباء، مع إنتخاب مجلس إدارة جديد للمستشفى. ومن ناحية أخرى أكد د.عبد الحميد أباظة، مساعد وزير الصحة للشئون الفنية والسياسية، أن الوضع فى المستشفيات العامة بجميع المحافظات مستقر تماما، حيث إن تقديم الخدمة الطبية مستمر بالمستشفيات دون أى توقف، لافتا إلى أن الوزارة لم تحتج إلى تطبيق مقترح الاستعانه بشيوخ الأطباء للعمل فى المستشفيات العامة خلال فترة الإضراب لأن العمل لم يتوقف بها، وذلك لشعور شباب الأطباء بالمسئولية خلال الفترة العصيبة التى تمر بها مصر. وأضاف أباظة أن وزارة الصحة توجه الشكر للأطباء على موقفهم الحضارى، حتى من قام منهم بالإضراب، ذلك لأنهم كانوا فى منتهى التحضر، بالإضافة إلى أنهم أضربوا لفترات قصيرة ثم عادوا للعمل مرة أخرى، مؤكدا على أن هذا الموقف الحضارى يضع مسئولية أكبر على عاتق الوزارة فى تنفيذ كافة مطالبهم خلال الفترة المقبلة التى ستشهد تغيرا كبيرا. فى الوقت نفسه، أعلن منسقو إضراب الأطباء نجاحه فى المحافظات بنسبة 80 % وفشله فى القاهرة بسبب ضغوط المديرين على الأطباء للحيلولة دون إتمامه، وقال بيان للائتلاف الرسمى لكافة القوى المطالبة بحقوق الأطباء على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك، إنه بالرغم من الأحداث التى مرت بها مصر على مدار اليومين الماضيين بسبب اقتحام السفارة الإسرائيلية ومظاهرات التحرير إلا أن الإضراب لم يختف وسط المشهد العام للأحداث. وأكد البيان استمرار الأطباء فى الإضراب على مدار الأيام الثلاثة المقبلة فى حالة عدم الاستجابة لمطالبهم والتى يأتى فى مقدمتها تحسين الأوضاع المادية والوظيفية وإقالة القيادات الفاسدة من وزارة الصحة وحماية المستشفيات من أعمال البلطجة، منتقدا فى الوقت نفسه تباطؤ وزارة الصحة وتجاهلها لمطالب الأطباء من خلال تقديم حلول عملية سريعة بجدول زمنى محدد فى الفترة المقبلة.
