وقع خبر رحيل الكاتب الكبير خيرى شلبى على أصدقائه من الكتاب والروائين كأنه سهم ارتشق فى قلوبهم، على حد وصفهم، مؤكدين أن شلبى كان أهم مبدع عبر عن هموم الشعب المصرى، حيث كانت تتميز كتاباته بالصوفية المصرية الأصيلة، لافتين إلى أنه استطاع من خلال إبداعه أن يتنبأ بكثير من الوقائع التى حدثت فى مصر وأهمها الفتنة الطائفية التى تناولها فى عمله الأخير "إسطاسية" وبعدها وقع حادث حريق كنيسة القديسين، الذى أنذر بوقوع فتنة طائفية، وغيرها الكثير من أعماله الإبداعية التى لمست الحياة فى المجتمع المصرى. قال الروائى يوسف القعيد، فى حالة حزن شديدة، رائحة عرق شلبى مازالت تحضرنى، لأن كفاحه وصبره وسعيه لتكوين معارفة الغزيرة لم تأتِ من فراغ، ولفت القعيد إلى أنه كان صوفياً زاهد النفس، فكلما طلبت منه أن يكتب مذكراته كان يرفض ويقول "لم أقدم شيئاً حتى أكتب مذكرات شخصية، فماذا أكتب فيها" وبعد محاولات كثيرة لإقناعه كتب شلبى مذكراته وكأنه شعر بأنه سوف يغادر الحياة قريباً فبدأ بكتابتها. الروائى إبراهيم عبد المجيد لم يكن يعرف هذه الواقعة المؤلمة عندما اتصلت به "اليوم السابع" وعندما سمع الخبر لم يتمالك أعصابه وصمت صمتاً طويلاً وعجز لسانه عن الكلام ولم يقل سوى كلمة واحدة فى حالة من الآسى والحزن العميق "يااااااه". ويقول القاص سعيد الكفراوى صديق كفاحه، إنه عندما علم الخبر من الروائى إبراهيم أصلان لم يكف عن البكاء، وهو فى طريقه إلى منزله، قائلاً إنه كان كالنسمة الطيبة عندما كان يتحدث عن الذكريات، وكان عطوفاً عندما كان يتحدث عن حبه لوطنه، مضيفاً أنه قبل أن يكون مبدعاً فهو صديقه، مشيراً إلى أنه تعرف عليه عندما بدأوا فى العمل سويا مع الشاعر الراحل محمد عفيفى مطر بمجلة سنابل. فيما قال الناقد الدكتور حسام عقل، إنه ستمر على مصر أزمان طويلة قبل أن تنجح الحركة الأدبية فى أن تنجب كُتاباً وروائيين فى قامة خيرى شلبى، مشيراً إلى أنه كان يمثل عماداً وركناً قوياً فى القصة العربية الحديثة ونجح من خلال إبداعه أن يبلور الضمير الشعبى لمصر، مضيفاً أنه كان يستلهم صوراً من القرية والمدينة معاً ليجسد بذلك حراكاً إجتماعيا تشهده مصر حالياً. وأشار عقل إلى أن شلبى حذر بروح النبؤة من خلال إبداعاته من سطوة رأس المال وتسلطه، كما حذر أيضا من خطورة حدوث فتنة طائفية فى مصر وذلك من خلال عمله الإبداعى "إسطاسية" الذى أكد أنه لم تلتفت له الحركة النقدية، مشيرا إلى أنه غرد من خلالها للوحدة الوطنية. وألقى عقل الضوء على أداء الراحل خيرى شلبى بلجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة لانه عضو بها، قائلا: من خلال عضويتى بلجنة القصة كانت لشلبى مواقف قوية، وكلمته كانت مملاءة من رأسه وليس من رؤوس الأخرين، وكان دائم البحث عن القواسم المشتركة، وكانت أخر كلماته له فى الاجتماع الأخير للجنة القصة هى تسديد النصيحة له ببذل جهد أكبر أنا وأبناء جيلى من النقاد لصناعة حركة نقدية تتجاوز الأصنام القديمة. موضوعات متعلقة: رحيل الكاتب الكبير خيرى شلبى عن عمر 73 عاماً أسرة خيرى شلبى تشييع جنازته بمحافظة كفر الشيخ أحمد مجاهد: "شلبى" ودع أحباءه فى سيرته "أنس الحبايب" أبو غازى: "شلبى" أبويا الروحى" وكان يمتلك حسا مصريا عاليا أصلان: خيرى خاننى لأنه مات من غير ما يقولى "سلماوى" يصف خيرى شلبى ب"تشارلز ديكنز" الرواية المصرية الاثنين.. عزاء الراحل خيرى شلبى بمسجد الشرطة بالدراسة