ما هى أثار فوز المرشح الأمريكى الديمقراطى باراك أوباما على منطقة الشرق الأوسط وإسرائيل؟ سؤال يطرح نفسه خاصة بعدما شهدته المنطقة من آثار تخريب ودمار على يد الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش، والذى ترك كثيرا من شعوب المنطقة فى حال يرثى لها، بل إن أغلبها بات ينتظر أى بارقة أمل فى مستقبل أكثر إشراقا وسلاما، لكن هل سيحقق أوباما هذه الآمال أم أنه سيسير على درب من سبقوه من الرؤساء الأمريكيين؟ هذا وغيره من الأسئلة يجيب عليه د. سعيد اللاوندى خبير العلاقات السياسية والدولية، فإلى نص الحوار: أثار فوز أوباما الكثير من ردود الفعل الإيجابية فى المنطقة، وعلق البعض عليه آمالا فى إحداث سلام وأمن جديدين فى المنطقة، فما تفسيرك لذلك؟ هناك حديث كبير وممتد حول أصول أوباما الأفريقية، وكونه من العالم الثالث، كما أن جده الأول يدين بالإسلام وهذا قد يعطى البعض انطباعا بأن أوباما سيكون أكثر مرونة فى قضايا الشرق الأوسط والسلام، وهذه فكرة مغلوطة لأن أوباما شأنه فى ذلك شأن كثير من رؤساء البيت الأبيض، فأمريكا دولة مؤسسات لا تختلف باختلاف الأشخاص، لكن هذا لا يمنع من وجود بعض الاختلافات، فبوش استطاع خلال ثمانى سنوات أن يجعل الصورة سوداوية، بل إنه أفقد العالم الثقة فى الدولة الراعية للسلام (أمريكا)، وذلك لأنه اعتمد على سياسة الصلف وإعلاء الشأن الإسرائيلى، كما أنه صعد المواجهة العسكرية مع إيران، ناهيك عن أفعاله المشينة فى العراق، وكل هذا يحسب على السياسة الخارجية الأمريكية. هل ستختلف سياسة أوباما عن سابقه؟ نعم، برنامجه الانتخابى قام على الابتعاد عن الواجهات العسكرية وفتح باب الحوار فيما يتعلق بالملف النووى الإيرانى، كما أنه رفض الحرب على العراق ووضع برنامجا زمنيا للانسحاب منها، بالإضافة إلى مد جسور التعاون مع دول العالم ومعالجته القضايا بحكمة. وماذا عن إسرائيل؟ لا يجب أن نتصور أن أوباما سيعادى إسرائيل من أجل فلسطين والعرب، لأن ذلك فكرة ساذجة يعتمدها العرب فى سياستهم وعليهم أن يغيروا ذلك حتى يتمكن الجميع من العيش فى سلام. كيف سيتعامل أوباما مع الأزمة المالية وغيرها من القضايا الدولية؟ سيجد أوباما نفسه مضطرا للتعامل مع الوقائع الموجودة كما هى، فالأزمة الاقتصادية سيتعامل معها بمد يده لأوروبا، حيث إن الرئيس الفرنسى ساركوزى والذى يرأس الاتحاد الأوروبى قد عرض على بوش سلسة من القمم الاقتصادية لمناقشة الأزمة، ودور أوباما هو التعامل بشكل إيجابى مع هذه القمم وعلى رأسها القمة التى ستنعقد عقب عشرة أيام فى نيويورك. وبالنسبة لباقى القضايا وتحديدا فصل جورجيا وتوتر العلاقات الروسية، فأعتقد أن أوباما لن يصعد من هذه القضايا مثل منافسه جورج ماكين، والذى كان سيسير على نفس نهج بوش أما أوباما فسيتيح مساحة للدبلوماسية والتفكير السياسى الهادئ وسيبتعد عن الدخول فى أى مصادمات. هل فوز أوباما أنعش بالفعل قيمة الدولار الأمريكى، وما تصورك لمستقبل علاقاته بالدول النفطية؟ لا شك أن فوز أوباما أحدث طفرة فى أسعار الصرف العالمى وبث نوعا من الطمأنينة فيما يتعلق بالأزمة المالية العالمية وبالنسبة لعلاقته بدول النفط فستظل قائمة بشرط أن يكون هناك ضخ مستمر للنفط بدون عقبات سواء لأمريكا أو إسرائيل.