«الحرية المصري» يشيد بمبادرة حياة كريمة لتوفير اللحوم والفراخ بأسعار مخفضة    للمسافرين كثيرا.. أسعار اشتراكات سكك حديد مصر    ميقاتي: علينا توحيد الصفوف لردع العدوان الإسرائيلي    «عنده 8 أخوات».. كيف تحدث حسن نصر الله عن علاقته بعائلته؟    اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. مدبولي: تطوير موقع «التجلي الأعظم» يحول المنطقة إلى مقصد سياحي عالمي    أخبار الأهلي : 6 ملفات شائكة في اجتماع مجلس الأهلي بعد خسارة لقب السوبر    لطلاب المرحلة الثالثة 2024.. موعد سداد الرسوم الدراسية في الكليات    رياح قوية وشبورة كثيفة.. «الأرصاد» تكشف تفاصيل طقس الأحد    آخر ظهور ل كوليت فافودون أرملة المخرج يوسف شاهين.. «فيلم تسجيلي»    ما مصير حفلات نجوم لبنان بمهرجان الموسيقى العربية بعد الأحداث الأخيرة؟    ذكرى ميلاده.. أمنية لعلاء ولي الدين لم يمهله القدر تحقيقها في حياته    أحمد عمر هاشم مطالبا المسلمين بالتضرع لنصرة فلسطين: القدس قطعة منا وجزء من عقيدتنا    دعاء لأهل لبنان.. «اللهم إنا نستودعك رجالها ونساءها وشبابها»    اليوم العالمي للسعار.. كيف تتعامل مع عضة الحيوانات المسعورة وداء الكلب؟    بايدن يعلن تأييده اغتيال حسن نصر الله ويدعو لخفض التصعيد    خبير يكشف عن السبب الحقيقي لانتشار تطبيقات المراهنات    "هانز فليك" يعتمد على ليفاندوفسكي في قيادة هجوم برشلونة أمام أوساسونا    مصدر أمني يكشف حقيقة منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي    عضو غرفة شركات السياحة: طلب متزايد لزيارة سانت كاترين من مسلمي أمريكا قبل أداء العمرة    "منصورة روبوتوكس" يحصد المركز الثاني في تصفيات مسابقات المشروعات الخضراء والمستدامة    الكرملين: التصريحات الغربية حول صراع مسلح محتمل مع روسيا بمثابة "موقف رسمي"    "قتلته وسرقت 10 آلاف جنيه وهاتفين".. اعترافات المتهم بقتل ثري عربي في أكتوبر    الدعم العيني والنقدي.. "الحوار الوطني" ينشر قاموسًا يهم المواطنين    وزير التعليم يشدد على استخدام المعامل غير المستغلة وتخصيص حصة داخلها أسبوعيًا    إنذار محمد عبد المنعم فى شوط سلبي بين لانس ضد نيس بالدوري الفرنسي    رئيس مياه القناة يعلن خطة استقبال فصل الشتاء بالسويس والإسماعيلية وبورسعيد    وكيل صحة الشرقية: حالات النزلة المعوية بقرية العروس سببها "جبن قريش" منزلى    مصرع سائق تروسيكل في حادث تصادم بقنا    المجر تنضم إلى منصة "أصدقاء السلام" بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية    أتلتيكو مدريد ضد الريال.. رابطة الدورى الإسبانى تحذر الجماهير من العنصرية    اختيار باسم كامل أمينا عاما للتحالف الديمقراطي الاجتماعي    معرض بورتريه عن الفنان فؤاد المهندس في مئويته ب"الصحفيين" (صور)    اللواء إبراهيم عثمان: هدف إسرائيل من حرب لبنان صرف الانتباه عن الهزيمة بغزة    حظك اليوم وتوقعات الأبراج السبت 28 سبتمبر على الصعيد المهنى والعاطفى والصحى    أحمد جمال يهنئ نادى الزمالك بعد فوزه بكأس السوبر الأفريقى    رئيس الطائفة الإنجيلية: الله منحنا الغفران ونحن مدعوون جميعًا أن نكون رحماء تجاه إخوتنا    استقبال الأبطال المصريين بالورود قبل المشاركة فى بطولة قطر كلاسيك للاسكواش.. صور    ذهبية وبرونزية في نهائي الرجال ببطولة العالم للخماسي الحديث تحت 19 عامًا    اليوم العالمى للمسنين.. الإفتاء: الإسلام وضع كبار السن بمكانة خاصة وحث على رعايتهم    الضرائب: تحديث موقع المصلحة الإلكترونى لتيسير سُبل التصفح وتقديم خدمة مميزة    رئيس التخطيط بمشروع مشتقات البلازما: اعتماد 8 مراكز لمشتقات البلازما دوليا    وكيل صحة البحيرة يشدد بتطبيق معايير الجودة ومكافحة العدوى بالوحدات الصحية    محافظ الإسكندرية يتابع مع نائب وزير الصحة معدلات تنفيذ مبادرة ال1000 يوم الذهبية    الجريدة الرسمية تنشر قرارًا جديدًا لرئيس الوزراء (التفاصيل)    الرئيس السيسي يدعو مجلس الشيوخ للانعقاد الأربعاء المقبل    وزير الرياضة يفتتح عدة مشروعات استثمارية في ههيا وأولاد صقر    ضبط 15 ألف قضية سرقة تيار كهربائى خلال 24 ساعة    جذب الاستثمارات الأجنبية والعربية على رأس اهتمامات مبادرة «ابدأ»    لاوتارو مارتينيز يقود هجوم إنتر ميلان أمام أودينيزي    رئيس الوزراء يوجه بضغط البرنامج الزمنى لتنفيذ مشروع "التجلي الأعظم" بسانت كاترين    «الفريق يحتاج ضبط وربط».. رسالة نارية من نبيل الحلفاوي لإدارة الأهلي بعد خسارة السوبر الأفريقي    رئيس هيئة الدواء يكشف سر طوابير المواطنين أمام صيدليات الإسعاف    علي جمعة: سيدنا النبي هو أسوتنا إلى الله وينبغي على المؤمن أن يقوم تجاهه بثلاثة أشياء    تحرير 1341 مخالفات للممتنعين عن تركيب الملصق الإلكتروني    وزير الخارجية والهجرة يلتقي مع وزيرة خارجية جمهورية الكونغو الديموقراطية    فيديو.. مزايا التصالح على المباني المخالفة والمستندات المطلوبة    مودرن سبورت يهنئ الزمالك بفوزه بالسوبر الإفريقي على حساب الأهلي    وفاة زوجة الفنان إسماعيل فرغلي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإخوان عاجزون عن القيام باجتهاد سياسى خلاق
نشر في اليوم السابع يوم 07 - 11 - 2008

لا خطأ فى القول بأن جماعات الإسلام السياسى، كانت ولاتزال واحدة من العقبات الرئيسية أمام التطور الديمقراطى الحقيقى فى مصر والوطن العربى، فالفصائل المسلحة من هذه الجماعات، أعطت للنظم الحاكمة فى العالم العربى - بما قامت ولاتزال تقوم به من عمليات إرهابية - ذريعة قوية لإبقاء الأوضاع السياسية على ما هى عليه، ولتكريس الحكم البوليسى وتمديد العمل بقوانين الطوارئ إلى أجل غير مسمى؛ حفاظا على الاستقرار، من دون أن تلقى معارضة تذكر من المواطنين، الذين ينشدون هذا الاستقرار.
بينما أعطتها الفصائل التى تنشط بشكل سلمى وتوصف ب«الديمقراطية»، بما حققته من جماهيرية واسعة، الذريعة لتقويض عملية الإصلاح الديمقراطى، بدعوى أنها سوف تسفر عن استيلاء جماعة من هذه الجماعات على السلطة باستغلال الآليات الديمقراطية، فتقوض أسس الدولة المدنية، وتقيم مكانها دولة دينية، وتقيم نظاما أشد استبدادا من النظم القائمة.
وهى ذريعة تجد أنصارا كثيرين لها، بين بعض عناصر النخبة المدنية، وبين الأقليات الدينية، التى أصبحت أقل حماسا لمطالب الإصلاح السياسى والديمقراطى، بعد أن وجدت نفسها أمام خيارين شريرين: أن ترضى بما هو قائم من استبداد مدنى.. أو أن تستبدله باستبداد دينى سيكون بالقطع أكثر شراسة، وأعصى على المقاومة، أو حتى مجرد المعارضة، لتحصنه بالمقدس الدينى.. فاختارت الأول تطبيقا للمثل الشعبى: نص العمى.. ولا العمى كله! ولا خطأ فى القول بأن إتمام مصالحة تاريخية، بين جماعات الإسلام السياسى وفى الطليعة منها حركة الإخوان المسلمين، أكبر هذه الجماعات وأكثرها جماهيرية - وبين الدولة والمجتمع، بما يؤدى إلى استيعاب هذه الجماعات فى حركة الإصلاح السياسى والدستورى، شرط ضرورى، لدفع خطوات هذا الإصلاح، حتى لا تتعثر، فيقود ذلك الوطن كله، إلى مأزق يصعب الخروج منه. لكن المشكلة تكمن فى تباين وجهات النظر، حول تحديد المسئولية عن عدم إتمام هذه المصالحة، وحول شروط إتمامها.
ففى حين يعلق البعض فأس المسئولية عن ذلك فى رقبة النظام القائم، الذين يرون أنه يتبع سياسة إقصائية، تستهدف استئصال جماعة الإخوان المسلمين برفض الاعتراف القانونى بها، ومطاردتها بقياداتها وأعضائها، وتدخلت فى الانتخابات العامة ضد مرشحيها.. فإن آخرين يعلقون فأس المسئولية عن تعثر هذه المصالحة فى رقبة الإخوان المسلمين أنفسهم، لقصور خطابهم الفقهى والسياسى، وعجزهم عن القيام باجتهاد خلاق، يطمئن الهواجس المشروعة، التى تتشكك فى أنهم يسعون لاستثمار الآليات الديمقراطية، لإقامة دولة استبدادية دينية، تصادر حرية الآخرين جميعا! والحقائق التاريخية تقول إن «جماعة الإخوان المسلمين»، نشأت ولاتزال تنشط، على أساس أنها حركة للحشد والتنظيم، لا تستند إلى أى اجتهاد فقهى يسعى لتجديد الفكر الدينى الإسلامى، إذ كان من رأى المرشد المؤسس «حسن البنا»، أن الخلافات الفقهية هى التى مزّقت المسلمين وأضعفت شوكتهم وأن المهم هو حشدهم وتنظيمهم وتوحيدهم، حول القيام بشعائر دينهم، والالتزام بتعاليمه الأخلاقية، ثم إقامة دولتهم، وآنذاك سيجدون فى مدونة الفقه الإسلامى - التى تراكمت على مرّ العصور - ما يختارون منه الأحكام التى تتوافق مع الزمن الحالى، ليحكموا بها هذه الدولة.
وهكذا أصبحت الجماعة أشبه برجل قوى مفتول العضلات، لكنه بلا عقل، ينطبق عليه المثل الشعبى «العافية هابلة».. وكانت هذه العافية البلهاء هى التى قادتهم إلى سلسلة من الأخطاء انتهت بصدامات دموية بينهم وبين نظم الحكم المدنية، وجوهر المشكلة القائمة الآن، يكمن فى أن الإخوان لايزالون عازفين أو عاجزين، عن القيام باجتهاد فقهى وسياسى خلّاق، يوائم بين ضرورات الدولة المدنية الديمقراطية وبين الأفكار، أو بمعنى أدق الشعارات العامة التى قامت على أساسها الجماعة، والتى لا تكفى وحدها للاطمئنان إلى أنهم ديمقراطيون حقا، وهم يتصورون أنهم أذكى من الجميع، حين يختصرون الديمقراطية فى الاحتكام إلى صناديق الانتخاب، فى حين أنها سلّة من القيم الأخلاقية والسياسية، تشمل مبادئ الأمة مصدر السلطات، والمساواة أمام القانون بصرف النظر عن الدين أو النوع أو المذهب، وتضمن الحريات الشخصية والعامة، ومن بينها حريات العقيدة والرأى والتنظيم، وحياد الحكومة تجاه أتباع الأديان والمذاهب المختلفة من رعاياها فى تشريعاتها ووظائفها وخدماتها! وما ينساه الإخوان، والذين يدعمون شعار «الاحتكام إلى صناديق الانتخابات» الذى يرفعونه، أن هذه الصناديق هى التى جاءت بالأنظمة النازية والفاشية والشمولية، بما فى ذلك الأنظمة المصرية التى اضطهدتهم والتى يصفونها بالديكتاتورية.
وما يتجاهلونه هو أن صدر الديمقراطية يتسع لكل فكرة وكل حزب، إلاّ تلك التى تسعى للقضاء على الديمقراطية، وأنهم بعجزهم - أو عزوفهم - عن الاجتهاد الخلاق لصياغة رؤية فقهية وسياسية توائم بين الفكر الإسلامى وبين ضرورات الدولة المدنية الديمقراطية، يشكلون عقبة رئيسية أمام المسيرة السلمية للإصلاح السياسى، وبإصرارهم على تلعيب عضلاتهم الجماهيرية للنظام القائم، يعطونه الذريعة لكى يلعَّب لهم عضلاته الاستبدادية، ليقود قانون «العافية هابلة» الوطن إلى مأزق لا مخرج منه! وربنا يستر.
موضوعات متعلقة..
◄ حسم مسألة الحزب السياسى أولا
◄ يمارسون العمل السياسى منذ أيام «البنا»
◄ المهم التزامهم بالقوانين السائدة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.