"التغيير".. هو الرغبة التى أدت لانتصار باراك أوباما فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، وهو فى ذات الوقت أمل الكثيرين بالشرق الأوسط فى إحداث تغييرات جذرية بالسياسة الأمريكية تجاه بلادهم، إلا أن البعض توقعوا أن تتبدد آمالهم فى بداية جديدة لأمريكا فى الشرق الأوسط. حسام زكى المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية قال "لدى المنطقة الكثير من التوقعات. نتمنى أن يساعد (أوباما) فى مساعى تحقيق سلام دائم وعادل." بينما أكد عبد الجليل مصطفى منسق حركة كفاية فى مصر "أوباما اختيار جيد لأنه يسعى للتغيير فى السياسة الأمريكية التى عانينا منها كثيرا على مدى العقد الماضى." ويرى الصحفى السورى البارز ثابت سالم، أن العالم العربى يحتفى بفوز أوباما ليس لأنه فاز وإنما لأن هذا يعنى أن الرئيس جورج بوش الذى يعتبر مصاصا للدماء قد رحل هو وبطانته. وكان لإدارة بوش المنتهية ولايتها أثر مباشر اتسم بالعنف عادة على الشرق الأوسط خاصة فى العراق ولبنان والأراضى الفلسطينية، حيث تزيد مشاعر العداء تجاه واشنطن. وغزا بوش العراق عام 2003 فى ظل معارضة عربية شديدة، وكان اهتمامه بالصراع العربى الإسرائيلى أقل من أى رئيس أمريكى آخر منذ رونالد ريجان. واعتبر بوش إيران جزءا من "محور الشر" وشجع محاولة إسرائيل الفاشلة عام 2006 للقضاء على حزب الله فى لبنان. واعتبر الكثير من المسلمين "الحرب على الإرهاب" التى أعلنها أنها حملة صليبية مستترة على الإسلام. ويواجه أوباما الآن تحديا يتمثل فى إصلاح علاقاته مع العالمين العربى والإسلامى وفى الوقت ذاته إقناع الأمريكيين بأن بإمكانه أيضا منع تكرار هجوم مماثل لهجمات 11 سبتمبر 2001 على الأراضى الأمريكية. وقال غلام على حداد عادل وهو مستشار الزعيم الإيرانى آية الله على خامنئى "يظهر انتخاب أوباما إخفاق السياسات الأمريكية فى أنحاء العالم. على الأمريكيين أن يغيروا من سياساتهم لإنقاذ أنفسهم من الورطة التى سببها بوش." وقال على أغا محمدى وهو مساعد آخر مقرب إلى خامنئى "لسنا متفائلين بشكل كامل، ولكن مع وجود تغيير حقيقى فى السياسة الأمريكية ستكون هناك قدرة على تحسين العلاقات بين البلدين. ما من شك أن مجموعات الضغط الصهيونية فى أمريكا ستبذل قصارى جهدها لمنع تحسين العلاقات." وقال عراقيون إنهم ينشدون تغيير السياسة الأمريكية إلا أن آراءهم تباينت بشأن ما إذا كان هذا يعنى بقاء القوات الأمريكية فى العراق أو انسحابها منه. وقال الصحفى العراقى باقى ناقد، إنه بوصفه عراقيا فإنه يطلب من أوباما تنفيذ وعوده بشأن سحب القوات الأمريكية "لا نحتاج إلى احتلال هنا." وقال حسام بهجت وهو ناشط مصرى فى مجال حقوق الإنسان "قامت الحملة ذاتها بمجهود كبير لإصلاح الضرر الذى لحق بصورة الولاياتالمتحدة خلال السنوات الثمانى الماضية." ومضى يقول لرويترز "لذلك فإن هناك شعورا غريبا بتحقيق إنجاز، ولكن أيضا بالتوتر بسبب توقع إحباطات كبيرة عندما يتعلق الأمر بمنطقتنا... أنا قلق من احتمال أن يكون فى حاجة إلى إثبات أنه رئيس قوى أو... أنه يضع مصلحة أمريكا أولا." وذكر الكثير من المعلقين نفوذ أنصار إسرائيل فى واشنطن واحتمال أن يحدوا من حرية أوباما فى التحرك فى سياسة الشرق الأوسط. وخلال الحملة الانتخابية لأوباما والمرشح لمنصب نائب الرئيس جو بايدن تعهد كلاهما بدعم الدولة اليهودية. وقال محمد فياض (72 عاما) وهو فلسطينى يعيش فى غزة إنه يريد من أوباما معاملة الشعب الفلسطينى بأنصاف. مؤكدا "نحن لا نعرفه. الأمور ليست واضحة الآن. لا نعرف ما إذا كان سيتبع سياسة سلفه ويذعن لجماعات الضغط اليهودية." وقال محمد مهدى عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين "نأمل أن يغير (أوباما) سياسة الولاياتالمتحدة نحو الشرق الأوسط ونحو الإجرام الذى يحدث فى أفغانستان والصومال، وأن يتخذ سياسة عادلة تعيد لأمريكا وضعها الطبيعى من احترام الإنسان والديمقراطية."