فى أكتوبر 1979، استقبلت الولاياتالمتحدة الشاه لعلاج السرطان. وكانت هناك ضجة كبرى فى إيران من جماعة الخمينى والجماعات اليسارية تطالب الشاه بالعودة إلى إيران للمحاكمة والإعدام. تطور الأمر ، واقتحم شباب من أنصار الإمام الخمينى السفارة الأمريكيةبطهران واحتجزوا عشرات الرهائن داخلها مما أصبح يعرف باسم "أزمة الرهائن فى إيران" وهى الأزمة التى استمرت 444 يوماً. فى أمريكا، لاحظ أنصار الشاه أن كارتر لم يقم بما يكفى لدعم الشاه، مما تسبب فى تحول إيران من حليف إلى عدو، ومن ثم وقوع أزمة الرهائن. واعتبر البعض أن دعم الخمينى لعملية احتجاز الرهائن مناورة سياسية ذكية منه هدفها تقسيم مواقف المعارضة ضد الدستور الجديد الذى كان سيتم الاستفتاء حوله بعد شهر. الليبراليون المعارضون للحكم الدينى عبروا عن رفضهم لحكم رجال الدين وكذلك لعملية احتجاز الرهائن، فى حين أن المنظمات اليسارية وضعت خلافها مع الدستور الجديد جانباً وانضمت إلى الحماس المناهض للإمبريالية. وكل عام منذ ذلك التاريخ يخرج آلاف المتظاهرين فى شوارع العاصمة الإيرانيةطهران احتفالاً بالذكرى السنوية لاحتلال الطلاب الثوريين مبنى السفارة الأمريكية، فيحرقون الأعلام الأمريكية ويرددون هتافات مناهضة للولايات المتحدة. وطبقا لما يقوله المراسلون الأجانب فى طهران، فإن أجواء هذه المظاهرات تكون أقرب إلى الاحتفال منها إلى السياسة. فيحمل بعض المتظاهرين صور القادة الإيرانيين والرموز الدينية، وهم يعتبرون أن فشل محاولة الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر فى تحرير الرهائن عام 1980 دليلاً على مساعدة الله للثورة الإسلامية. وتحولت الذكرى السنوية لاحتلال السفارة الأمريكية فى طهران بعد ذلك إلى عيد قومى فى إيران يطلق عليه يوم الكفاح ضد الاستكبار العالمى. وكانت الأزمة قد انتهت بعد مفاوضات عسيرة تمّ فى أعقابها إطلاق سراح الرهائن، بعد دقائق من تأدية الرئيس الأسبق رونالد ريجان اليمين الدستورية رئيساً للولايات المتحدة فى 20 يناير1981. يذكر أن محمود أحمدى نجاد، الذى كان طالب دراسات عليا فى تلك الفترة المهمة من تاريخ إيران ، كان ضمن الطلاب الذين اقتحموا السفارة الأمريكيةبطهران ، ويقول موقعه على الإنترنت إنه انضم إلى الحرس الثورى طوعا، بعد أن ساعد فى تشكيل اتحاد الطلبة الذى استولى على السفارة الأمريكية عام 1979. وكان أحمدى نجاد قد ولد فى بلدة جارمسار بالقرب من طهران عام 1956 لأب يعمل حداداً. وفى 1977 حصل على شهادة الدكتوراه فى النقل والمواصلات من جامعة طهران للعلوم والتكنولوجيا.