(حصاوى جالسا بالمقهى ومازال حواره مع أحد الشباب متصلا) الشاب: ما قولتليش يا أستاذ حصاوى إيه رأيك فى الثورة؟ حصاوى: ما تزعلش منى؟ أنا رأيى أنها انقلاب. الشاب: إيه الكلام الفارغ دا؟ أنت من فلول العهد البائد؟ ثورة غصب عنك، حققت لنا الديمقراطية، وكلمة تانية منك أبلغ فيك يقدموك لمحكمة الغدر. حصاوى: إذا كان اللى عملوها قالوا عليها حركة مباركة وبعد سنة لما لغوا الديمقراطية، وعملوا محكمة الغدر وما عادش حد قادر يفتح بقه سموها ثورة. الشاب: آه.. أنت بتتكلم عن ثورة 23 يوليو52.. انس بقى، أنا بسألك عن ثورة 25 يناير. حصاوى: شىء عظيم أذهل العالم كله. الشاب: أهو كده. حصاوى: بس أنا خايف يحصل عكس اللى حصل فى حركة 23 يوليو. الشاب: يعنى إيه؟ حصاوى: يعنى بعد سنة ولا حاجة اللى سموها ثورة 25 يناير يرجعوا يسموها انتفاضة مش ثورة. الشاب: مستحيل.. الشباب مش هيسمحوا بكده أبدا. حصاوى: وأنت ضامن يكون الشباب لسه موجودين فى التحرير؟ الشاب: وليه لأ؟ لو ما عجبهمش الحال ينزلوا تانى وتالت ورابع. حصاوى: بس المفروض هيكون بقى عندنا مجلس شعب وشورى منتخبين ورئيس جمهورية منتخب وسيادة للقانون حسب الدستور الجديد، هتعملوا ثورة تانى ليه؟ الشاب: قلت لك لو ما عجبناش الحال. حصاوى: بس ساعتها الحركة دى هتبقى ضد الديمقراطية. الشاب: عموما ما تخفش، الشعب مش هينتخب ناس غلط، لأن المرة دى ما فيش تزوير، وإرادة الشعب الواعية هى اللى هتكتسح. حصاوى: ربنا يسمع منك. الشاب: أنت بتشك فى كده؟ حصاوى: مش قصدى، بس كلامك متناقض شويه. الشاب: ليه بقى؟ حصاوى: لأن معناه إن التلاتين سنة اللى فاتوا كان الفساد فى الاقتصاد والتنمية والمواقف السياسية ونهب مؤسسات الدولة، إلا التعليم والثقافة وحرية الرأى والوعى كان ميه.. ميه. الشاب: أنا ما قلتش كده. حصاوى: كلامك معناه كده، إن عصر مبارك إدانا أحسن تعليم وثقافة وحرية رأى، وعشان كده الأغلبية الكاسحة من الجماهير بقى عندها وعى عظيم. الشاب (محتدا): أنت بتخرف. حصاوى: طب بتزعق فيا ليه يا ابنى؟ قول لى إنى غلطان وخلاص. الشاب: طبعا غلطان وإنت بس اللى ما عندكش وعى. حصاوى: خلاص يبقى ننقص ميزانية وزارات التعليم والثقافة والإعلام والأوقاف، والفرق يروح لباقى الوزارات ونصدر الوعى الفايض للخارج. (الشاب يغشى عليه)