كل جرح فى سيناء هو جرح لكل امرأة ورجل على أرض مصر، كل خطر أو تهديد ضد شبه الجزيرة الفيروزية الخالدة، هو تهديد لكل بيت فى هذا البلد، وما يجرى الآن على هذه الأرض المصرية.. ليس خطرا أو تهديدا فقط، لكنه كارثة مكتملة الملامح، وجريمة كاملة الأركان، ما يجرى الآن يهدد بضياع سنوات العرق والدم التى بذلها شهداؤنا على رمال سيناء فى حروب مقدسة ضد العدو الإسرائيلى، سيناء فى كارثة أمنية يمكن أن تعصف بهذا الجزء من جسد مصر، وتعرضه للاحتلال من جديد، ليذهب الدم وأرواح الشهداء سدى، بينما نبكى نحن على كعك تقسيم السلطة والنفوذ هنا فى القاهرة. ما يجرى فى سيناء من تهديد التنظيمات المسلحة، وخلايا القاعدة، وعمليات التهريب والانفلات الأمنى غير المسبوق يضعها على رأس أولويات المرحلة الانتقالية حتمًا، سيناء يجب أن تحتل الترتيب «أولاً» فى جدول الحكومة، وفى أجندة المجلس العسكرى، وفى الأجندة الوطنية الشعبية العامة فى مصر، وإن لم تكن سيناء أولاً الآن.. فلن تبقى قيمة مصرية إلا وداستها الأقدام، ولن تبقى قداسة لأرض، أو وفاء للشهداء، إذا ضاعت سيناء تحت أى شعار، أو بسلطان أى قوة فى المنطقة، سواء كانوا من الأعداء الأصليين، أو من النيران الصديقة. سيناء أولاً.. شرف شهداء الأرض والحق أولاً.