خرجت جماعة الإخوان المسلمين عن تقاليدها السنوية فى الإفطار الذى تدعو إليه رموز المجتمع فى الدقهلية ليكون على رأس المدعين هذا العام محافظ الدقهلية والقيادات التنفيذية والذين حضر معظمهم حفل الإفطار الذى نظمته الجماعة أمس، وبحضور ممثلى الأوقاف والأزهر والكنيسة ليظهر نسيج المجتمع المصرى كله فى إفطار الجماعة. حضر الإفطار اللواء صلاح الدين المعداوى، محافظ الدقهلية الجديد، "فى أول ظهور له وسط حشد من أبناء المحافظة، كما حضر الاحتفال الدكتور عبد المنعم عيد "نقيب أطباء الدقهلية"، ومحمد نعمان "ووكلاء وزارة التموين"، والمهندسة وفاء السندوبى "وكيل مديرية الإسكان"، والشيخ سعد الفقى"، وكيل مديرية الأوقاف ووكيل وزارة الصحة وممثلى الأزهر والكنيسة ورجال السياسة ورموز المجتمع الدقهلاوى، ورموز الجماعة وقادتها. وجلس الجميع على مائدة إفطار واحدة داخل نادى أطباء الدقهلية بطلخا انتهت بمؤتمر للحضور، وقبل أن يتحدث المحافظ وقف المستشار طارق يوسف "نائب رئيس مجلس الدولة"، واستوقف المحافظ وقال: "لن نسمح لأى واحد من الحزب الوطنى أن يحكم البلد، ولن تكون الثورة وقوداً للمخربين والمفسدة والمزورين، فاليوم شرعيتنا الثورة، فإذا كانت شرعيتك الثورة أهلا وسهلا بك، وإذا كانت شرعيتك المجلس العسكرى فلن أخرج من ميدان المحافظة حتى تضع البلد على أول سلالم الديمقراطية، ويكون فيه تداول سلمى للسلطة". وأعلن اللواء صلاح الدين المعداوى "محافظ الدقهلية" سعادته بالمقاطعة، وقال حتى تكون الإجابة شافية من البداية، ثم أعقب، فإننى أستمد شرعيتى تماما من الثورة وهذا كلام ليس به أى جدال، ثم إننى خضت الانتخابات الماضية مستقلا عمال وفلاحين، ودخلت انتخابات الإعادة مستقل وأسقطت فى هذه الانتخابات ورفعت قضية تزوير ضد تزوير الانتخابات، واعترفت قلت إن هذه الانتخابات شهدت تزوير وشهدت رشاوى، كما أننى أنهيت عملى بالقوات المسلحة، وانتقلت إلى المدنية هذا ليس عسكرة إطلاقا نحن انتهينا من واجب كنا فيه لفترة وأنهيناها بكل أمانة وشرف، وأنهيت خدمتى فى خدمة الوطن وجئت لأكمل خدمتى مع أهل وطنى. وأضاف المحافظ أحب أن أقول إن ثورة 25 يناير فريدة من نوعها ولم تحدث فى التاريخ ثورة فجرها الشباب، وقادها الشعب وحماها الجيش وباركها الله سبحانه وتعالى، وأشرف أن أكون محافظا فيها أبرز القيادات والمجالات، وأنا أسجل شرفى أن أكون محافظا للدقهلية، وأشكر الدعوة الكريمة من الإخوان المسلمين، وكان هذا الحفل حفلا وطنيا من الدرجة الأولى الإخوان المسلمين ولإخواننا المسيحيين والشباب والأخوات المسلمات. وأشار المحافظ إلى أن القوات المسلحة أمينة على هذا الوطن تحمى الشرعية، لأنها تستمد شرعيته من الشعب فمن المؤكد أن الأيام القادمة ستشهد كل الرخاء فقد كنا بنتسرق وما حدث يتطابق مع ما جاء فى القران الكريم هؤلاء "نسوا الله فأنساهم أنفسهم"، ربنا أعطاهم خيرا كثيرا، ونسوا وأخذوا أكثر من فرصة، فأراد الله أن يفضحهم وما حدث لم يحدث فى العالم أن تكون القيادات السياسية والسلطة التشريعية والسلطة القضائية كلها فى السجن، فهذا دليل كما قلت إن هذه الثورة باركها الله سبحانه وتعالى، وفى نهاية كلمته طالب المحافظ بوقف دقيقة حداد على أرواح شهداء ثورة 25 يناير. وذكر طلعت الشناوى "مسئول المكتب الإدارى للإخوان الدقهلية" أن رمضان يأتى هذا العام ليبث فينا روح الآمل لبناء نهضة أمتنا وأوطاننا من خلال وحدتنا التى كانت سر قوتنا وانتصاراتنا كأفراد وجامعات وأحزاب وهيئات، فجميعنا مصريون لنا ذات الحقوق وعلينا ذات الواجبات ومن خلال احترام التنوع الفكرى والسياسى فى الأمة واحترام إرادة الشعب وخياراته وعدم الافتئات عليها والنزول على مبادئ وقواعد الديمقراطية فى إدارة الاختلافات الفكرية والسياسية بعيدا عن التعالى والانفراد وبعيدا عن التخوين والإقصاء. وأضاف طلعت الشناوى لقد شارك الإخوان المسلمون مع سائر القوى الوطنية الحرة فى هذه الثورة منذ بدايتها وحثى الآن وفى كل ميادين الثورة المصرية، وكان شعار الإخوان دائما أننا شعب وأمتنا ولا نتقدم عليه ولا نتأخر عنه، وتحملنا بكل شجاعة وإيمان نصيبا من ظلم النظام المستبد البائد الذى قام باعتقال من يزيد عن 40 ألفا من الإخوان المسلمين فى الثلاثين سنة الماضية أمضوا ما يزيد عن الثلاثين ألف سنة فى سجون الدكتاتور المخلوع فضلا عن مصادرات ملايين الجنيهات والممتلكات والعقارات الخاصة، وقاومنا مع كل الوطنيين المخلصين هذا الطغيان، محتسبين عند الله ما لاقينا مغلبين مصلحة الوطن على مصلحتنا الخاصة، واثقين باستجابة الله دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب. وأشار إلى أننا عندما نذكر هذا لا نمتن على أحد ولا نطلب عليه جزاء ولا شكورا، ولكنه واجبنا الشرعى والوطنى قدمناه إرضاء لله وحبا لوطننا وشعبنا، ولهذا فإن مصر بكل قواها طوائفها ورموزها تلتقى هنا الآن لنؤكد أننا جميعا كمصريين شركاء فى مسئولية بناء مصر ونهضتها. وأكد الشيخ طه زيادة "وكيل وزارة الأوقاف بالدقهلية" أن شعب مصر يأبى إلا أن يكون منتصرا دائما، وإذا أردنا بلدنا قوية فلنضع يدنا فى يد بعض لبناء مصر الحديثة وتوقيت هذا الاحتفال له مغزاها ومعناه فهو متوافق مع 10 رمضان، والذى سجلت فيه قواتنا المسلحة ملحمة قتالية مازالت تدرس فى العالم كله. وقال القس اليشع زكى: "وكيل مطرانيه المنصورة وضواحيها" نحن شعب واحد ووطن واحد أن تجمعت وأخرجت طاقاتها تكون الأمور إنجاز ما بعده إنجاز فى زمان ضاع فيه الإنجاز، لنكون على مستوى الأحداث ونكون شعبا لا مزيد من القيمة، وأنا شخصيا لا أريد أن ينتهى هذا اللقاء، فمتى نضع النقاط فوق الحروف بعيدة عن الأمور التى تفرق فتقارب الثقافات شئمهم لوحدة الصف، وأقل ما يمكن أن يحققه هذا التقارب أنه يزيل ما يعلق فى الأذهان من المفاهيم التى تنفر الناس من بعضها وهذه لعبة لعبتها التيارات الصهيونية فى بلدنا لتفرقنا، فالأيمان إن لم يترجم إلى سلوك على أرض الواقع تظل ألفاظا تفتقد معناها مع مرور الوقت.
