عبر علاء الدين بروجردى، رئيس لجنة الأمن القومى والسياسة الإيرانية بمجلس الشورى الإسلامى (البرلمان)، عن سعادته للمشاركة فى أول مؤتمر صحفى يعقد لأول مسئول إيرانى يزور مصر بعد ثورة 25 يناير على رأس وفد وهو الثانى خلال هذا الشهر، مضيفاً بأن الهدف الرئيسى من هذه الزيارة هو تسليم دعوة رسمية لبعض المسئولين المصريين للمشاركة فى مؤتمر لدعم فلسطين الذى سينعقد فى أول أكتوبر على مستوى رؤساء برلمانات الدول الإسلامية. وأشار خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد أمس الثلاثاء بمنزل السفير الإيرانى مجتبى أمانى، إلى أنه ألتقى بالدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية حاملا معه دعوة من على لاريجانى رئيس البرلمان الإيرانى للمشاركة بالمؤتمر، وأعرب عن أمله فى أن تشارك عدد من الشخصيات المصرية فى هذا المؤتمر. وصرح بأن القضية الفلسطينية قضية هامة للجمهورية الإسلامية وكذلك للأمة الإسلامية، وأشار إلى أن الإمام الخمينى أطلق على الجمعة الأخيرة من شهر رمضان "يوم القدس العالمى" وهى مناسبة من أجل التضامن والوحدة الإسلامية. ووصف بروجردى لقاءه مع العربى "بالفرصة الثمينة" من أجل متابعة أحداث وتطورات الثورات الشعبية فى البلدان العربية، مضيفاً أنه تمت مناقشة تطورات ليبيا واليمن والبحرين وسوريا، معرباً عن أمله فى أن تستقر البلدان كلها. وقال إن الجمهورية الإسلامية تعتبر "مصر أم التطورات كما هى أم الدنيا"، مؤكداً بأن الشعب المصرى هو من سيقرر مصيره ومصير الشرق الأوسط كله، معربا عن أمله أن تكون الإنتخابات المقبلة فى مصر إنتخابات ناجحة وسلمية. وقال نحن نرحب بكل الوفود المصرية فى طهران وعندنا استعداد كامل من أجل تبادل تجارب الثورة الإسلامية فى إيران، مشيرا إلى أن إحدى أسباب نجاح ثورة الشعب المصرى هو أنها لم تقبل التأثير الغربى وخاصة الأمريكى. أضاف: "أمريكا تريد أن تضغط على الشعوب ونحن تحملنا مصائب كثيرة، وحصلنا على تجربة خلال ال 30 عاماً الماضية واليوم لدينا فرص من أجل التقدم، وحاولنا أن نستعين بخبرة بعض البلدان من أجل صناعة الأقمار الصناعية لكن للأسف لم نجد بلد يعطينا التكنولوجيا، وفى النهاية حصلنا على هذه التجربة بأيادى خبراء إيرانيين، ونعتمد على طاقاتنا الوطنية وإستطعنا أن نصنع أقمار وأرسلنا قمرين للفضاء، وإن شاء الله سوف نرسل هذا العام قمراً أكبراً، ورغم كل المحاولات والضغوط الأمريكية من أجل منع إيران من الحصول على هذه التكنولوجيا حصلنا عليها، واليوم وصلنا إلى الرتبة السادسة عشر بعد أن كنا فى ال60 بين الدول الأوروبية التى تمتلك تلك التكنولوجيا". وقال رئيس لجنة الأمن القومى الإيرانى إن الشعب الإيرانى يحب مصر والمصريين، وأن بلاده لا تستعجل فى إقرار العلاقات الثنائية مع مصر، مضيفا: "سبق وأعلنا رسمياً فى إيران استعداد بلادنا لإقرار العلاقات الثنائية بشكل رسمى، ومن حسن الحظ أنه أصبح هناك جو من الحرية على الساحة المصرية، ولا نعتقد أن بإمكان أمريكا أن تأمر وتنهى كما كان يحدث فى السابق". أضاف: "قررنا أن نفسح المجال أمام الإخوة المصريين من أجل اتخاذ القرار المناسب، وسنسعد إذا استؤنفت العلاقات اليوم قبل الغد، فالكرة فى ملعبكم والقرار معكم، ونحن أيدينا ممدودة إليكم فى أى وقت نرحب بكم". وأكد على أن بلاده ليس لديها أى شرط أو أى قيد من أجل إعادة العلاقات الثنائية، وقال، نحن نتفهم الظروف فى مصر، ونحن مستعدون أن نناقش كل الموضوعات التى كانت مطروحة من الجانب المصرى. وصرح قائلا: نحن ننتظر الرد من القاهرة ومن وجهة نظرنا لا حاجة لانتخابات برلمانية من أجل قرار إعادة العلاقات، وعلى أى حال نحن نحترم الجانب المصرى حول القرار المناسب، مضيفا أن الحكم السابق فى مصر تلاشى أمره ونتركه للتاريخ "واليوم يوم جديد وهناك وفود متبادلة بشكل ملحوظ مؤخرا بين الجانبين ومصر مرحب بوجودها فى إيران دائما ونحن نلاحظ أن منحنى العلاقات أخذ فى الاعتبار معدل الزيارات المتبادلة إلى صعود مستمر. ونفى أن تكون لإيران نية فى نشر المذهب والفكر الشيعى بمصر قائلا: "سياساتنا تعتمد على احترام كل المذاهب، ونحن نحترم كل المذاهب والأديان، وقمنا بتأسيس دار تقريب قبل ربع قرن ونسعد بالتعاون مع القاهرة فى زمن الشيخ محمود شلتوت وآية الله بروجردى من إيران، ونتابع اليوم سياسة التقريب وسياسة الوحدة الإسلامية بجدية، والمرشد الأعلى على الخامنئى يتابعها عن كثب". وقال أعتقد أن هناك حملات دعائية من العدو المشترك للشيعة والسنة، وهذا فكر خاطئ، ونحن لو كان لدينا سياسة نشر الفكر الشيعى ففى إيران الملايين من السنة لماذا لم نقم بتشيّعهم، ونحن نقوم بمساعدتهم من أجل إعمار مساجدهم، فالمهم لإيران هو الوحدة الإسلامية "وأعتصموا بحبل الله جميعا ولا تقرفوا". وأضاف يزور المئات واللاف من الإيرانيين كل بلدان المنطقة الإمارات والسعودية وتركيا، والسياحة الإيرانية التى تصرف ملايين وميليارات الدولارات فى هذه البلدان سوف يكون لمصر نصيب منها، على كل حال نحن أظهرنا إستعدادنا والمسؤلين المصريين سيتخذون القرار المناسب". وعن سوريا قال المسئول الإيرانى أعتقد أن أمريكا فقدت مصر كقاعدة مهمة فى المنطقة، وبالطبع تضررت كثيراً هى والكيان الصهيونى، ولهذا السبب قام الجانب الأمريكى لحشد كل إستعداده وطاقت لكسر المقاومة فى سوريا. ووصف بروجردى سفر الدكتور نبيل العربى لسوريا ولقاءه ببشار الأسد "بالأسلوب الحكيم"، مرجحاً أنه يجب المساعدة لإنهاء الأزمة السورية، ويرى أن مسار الإصلاحات فى سوريا مسار سليم يمكن ينهى الأزمة فى سوريا. وأضاف حين نتحدث عن سوريا فنحن أمام خيارين، الأول سوريا فى فم ذئب كأمريكا، ونعطى الذريعة لحلف الناتو من أجل التدخل العسكرى فيها، ومعنى هذا إضافة مصيبة جديدة إلى مصائب العالم الإسلامى. والخيار الثانى هو مساعدة المنطقة والعالم الإسلامى من أجل إنهاء الأزمة داخل سوريا، هذا الخيار مهم والحكم السورى أعلن إصلاحات جديدة، ونحن نعارض بشدة أن تكون طعم سهل لأمريكا، فالمصالح الإسلامية ومصالح شعوب المنطقة تحتّم أن نقوم بمساعدة سوريا من أجل إنقاذ هذا البلد وإستقراره، ولهذه الأسباب نؤيد بشكل كامل نظرية نبيل العربى بشأن الذهاب لدمشق والجلوس مع الأخوة السوريين والتحدث معهم بشكل جيد، من أجل التقدم فى مسيرة الإصلاحات. ويرى المسئول الإيرانى أن البحرين بلد صغير شعب بدون سلاح يقف أمام درع الجزيرة، معتبراً أنه تدخل أجنبى، وهناك جنود من الأردن والمغرب "ناقص الأمريكان يرسلوا جنودا هم الآخرين" بالرغم أنه هناك قاعدة عسكرية فى أمريكا، إلا أن الديمقراطية يكون أحسن طريق لحل الأزمة. وعن عدم تفعيل اتفاقية تسيير الرحلات بين القاهرةوطهران، قال بروجردى أنها تحتاج مسافرين كى تفعّل، وينبغى على مكتب رعاية المصالح أن يصدر التأشيرات ومن جانبنا لا توجد أى مشكلات للتأشيرات. وقال عن اتهام تركيا لإيران بإرسال شحنة أسلحة لسوريا، أنها ليست المرة الأولى التى تنتشر فيها مثل هذه الأخبار، وينبغى على تركيا أن تتخذ مواقف متزنة بالنسبة للوضع المتأزم فى سوريا. وعن ليبيا قال بروجردى لقد أبلغت نبيل العربى بقلق إيران بشأن أحداث ليبيا وأشرنا للتجربة السودانية، علينا ألا نسمح لأحد أن يقوم بتقسيم بلد أخر فى لمنطقة، وأتصور أن هناك مسئولية تاريخية على عاتق منظمة المؤتمر الإسلامى. وقال إنه خلال الأسبوع الماضى التقى الإخوة الأزهريون والوفد الإيرانى الأول، معربا عن استعداد بلاده الكامل من أجل التعاون وتبادل الطلاب، والتعاون لتوسيع نشطات للتقريب.