اعدت القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلى تقريرا حول محاكمة الرئيس السابق "حسنى مبارك" ونشرته ظهر اليوم الخميس، عبر نشرتها الرئيسية تحت عنوان "من أنت حقا يا مبارك؟". وزعمت القناة الإسرائيلية خلال تقريرها أن عصر مبارك يمكن أن يتلخص كله فى كملة واحدة وهى "الاستقرار" وهو ما فقتده مصر عقب تنحيه عن الحكم، وذلك على الرغم من أن كثيرا من المصريين يتهمونه بخيانة بلده وانتهاكه لحقوق الإنسان، حسب مزاعمها. وأضافت القناة الثانية أن مبارك كان يحتل مركزا مرموقا بين زعماء العالم أجمع، بل كان يعتبر رجل دولة من طراز رفيع لما تمتع به من موهبة مألوفة وفزة وبالرغم من كل هذا أطاح به شعبه من على كرسى الحكم وأصبح متهما ينتظر الحكم عليه. وجاء فى التقرير: "حسنى مبارك أجبر لكى يكون رئيسا لمصر - أكبر دولة عربية فى المنطقة – بعد رحيل الرئيس الراحل أنور السادات وفى النهاية تم طرده من الرئاسة عن طريق موجة من المظاهرات الشعبية فى البلاد اندلعت بين صفوف الجماهير الغاضبة". وأضافت القناة الفضائية الإسرائيلية أنه على الرغم من الخلاف الشديد حول مبارك إلا أنه أكبر سمة اتسمت بها فترة رئاسته التى طالت حوالى 30 عاما فى السلطة كانت "الاستقرار" التى حافظ عليها بواسطة قوانين الطوارئ الصارمة. ووصفت القناة الإسرائيلية ما شهدته البلاد يوم 25 يناير حتى يوم 11 فبراير بالانقلاب، مضيفة أنه عقب سقوط النظام فى تونس شهدت مصر أكبر انقلاب فى التاريخ، بداعى أن المتظاهرين كانوا يحتجون على الحالة الاقتصادية والفقر والفساد والبطالة وقوانين الطوارئ، وكانت النتيجة القضاء على مبارك وقادة نظامه. وقالت القناة الإسرائيلية إنه بالرغم من أن مبارك أعلن فى أحد خطاباته عقب اندلاع الاحتجاجات بأنه لا ينتوى الترشح لولاية جديدة فى سبتمبر المقبل، إلا أن المتظاهرين كانوا غير راضين واستمروا فى اعتصامهم بميدان التحرير وفى جميع أنحاء مصر عقب خطابه وصمموا على الإطاحة به ومحاكمته بتهمة ارتكاب جرائم ضد الشعب المصرى. وسردت القناة الإسرائيلية حياة مبارك منذ ولادته حتى محاكمته تحت عنوان فرعى "من الفقر إلى رئاسة"، حيث قالت إن مبارك ولد فى شهر مايو 1928 فى قرية صغيرة على ضفاف النيل، وأنه بالرغم من أن عائلته كانت تعيش فى حالة فقر إلا أنه التحق بالكلية الحربية وتدرج فى المناصب العسكرية حتى أصبح رئيس جمهورية مصر العربية بعد التحاقه فى صفوف القوة الجوية المصرية فى عام 1950 حتى تم ترقيته إلى منصب قائد فيلق جوى، ونجح عندما شغل منصب نائب قائد القوات المصرية ثم قائد القوات الجوية خلال حرب أكتوبر 1973 ثم تعيينه نائبا للرئيس السادات بعد الحرب، وعندما اغتيل السادات فى عام 1981 أصيح يطلق عليه الرئيس مبارك. وأوضح التلفزيون العبرى أن مبارك كان لا يحظى بشعبية كبيرة فى مصر ولكنه كان بمثابة رجل دولة وكان يحظى باحترام كبير عالميا خصوصا فى العالم الغربى، مضيفة أن ذلك حدث بسبب علاقته الخاصة مع الولاياتالمتحدة بما فى ذلك المساعدات العسكرية والاقتصادية الضخمة التى حصل عليها بسبب حفظ السلام مع إسرائيل ومحاولات المصالحة مع الفلسطينيين التى أجريت فى عهده. وقالت القناة الثانية إن مبارك نجا فيما لا يقل عن ست محاولات لاغتياله وذلك خلال القمة الأفريقية فى "أديس أبابا" بأثيوبيا عام 1995، عندما هوجمت سيارته من قبل متطرفين إسلامين بالأسلحة. وفى نهاية التقرير ذكر التلفزيون الإسرائيلى أنه فى 10 فبراير 2011 أسدل التاريخ ستاره على حقبة حكم مبارك بعد أن أعلن نائبه الوزير "عمر سليمان" رئيس المخابرات العامة المصرية السابق خطاب التنحى، وبعدها خرجت جموع المصريين فى الشوارع ابتهاجا وفرحا بتخليه عن الحكم.