أكد الدكتور أحمد عكاشة، رئيس الجمعية المصرية للطب النفسى، أن الوضع الصحى للرئيس السابق"مبارك، داخل القفص ، ووجوده على السرير المتحرك حرك الجانب العاطفى لدى الشعب المصرى، مشيرا إلى أن "مبارك" كان قوياً.. وغائباً عن الوعى. وعن تحليله لنظرات وحركات الرئيس السابق"مبارك" قال"عكاشة" خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية لبنى عسل ببرنامج "الحياة اليوم" على قناة"الحياة2"،إنه بدا قويا ونظراته كانت حادة، وانفعالات حركاته جامدة، وكأنه مغيب وغير مصدق لما يحدث، ولديه حالة من الاكتئاب الشديد، ويتطلع للسقف ونظراته غريبة للآخرين، مشيرا إلى أن مشاعر الهزيمة سيطرت عليه أكثر من مشاعر الحزن أو الاكتئاب، لافتا إلى أن أدائه يشبه أداء شخص خسر معركة كبيرة، وهو ما ضغط على أعصابه بشكل كبير، و فى حالة عجز وضعف وهى سبب الإنكار المستمر لكافة الاتهامات، والمفاجآت تسيطر على حالة"مبارك" وهى سبب حالة الذهول التى يعيشها الآن. وأشار"عكاشة" إلى أن "مبارك" يعانى شروداً وغياباً عن الوعى بعض الشىء، وهذا واضح عندما كان يميل عليه أبناؤه ليسمعوه ما يدور فى الجلسة، حيث ينظر للموجودين كأنه هو من يتفرج عليهم وليس العكس، وكان حزينا لكنه لم ينكسر.. وهذا يوضح قوة شخصية مبارك. ولفت"عكاشة" إلى أن جمال مبارك وضحت عليه حاله اللامبالاة، يحاول أن يتخفى من الكاميرات، كأنه يريد أن يصرخ فى الموجودين ويقول ما هذا الذى تفعلونه، فهو غير مصدق أنه فى قفص الاتهام، ووجد ثقلا كبيراً فى أن يقول:"أفندم التى تأتى على الخلفية العسكرية لما فيه من موقف يحسد عليه" عندما نادى عليه القاضى وخرجت الجملة من فمه بصعوبة شديدة. مؤكدا أن حمله للمصحف لا يأتى إلا وقت المحنة، التى يكون فيها مقرباً إلى الله عزوجل. وأشار"عكاشة" الى أن وجود "جمال" بجوار أبيه لأنه الأقرب إلى "مبارك" لتوصيله الرسالة وليس "علاء" لأنه فى السنوات الأخيرة سياسياً كان هو المسئول عن إدارة حكم البلاد، وكان حزيناً نادما متوترا أكثر ما يشغل باله هو والده المريض، وكثيرا ما كان ينظر إليه ويحاول أن يحجبه عن أعين الكاميرات والناس، ولكن شعوره بأنه لن يستطيع أن يحجب والده من كم العيون والكاميرات التى تلاحق "مبارك"جعله يشعر بالضيق لأنه لا شىء بيده، وضح عليه التوتر كان يتحرك كثيرا ولم يكن يستطيع أن يواجه الناس ولا الكاميرات، وكان ينظر فى أى اتجاه آخر عندما تتوجه إليه عدسات المصورين، وهذا ما يوضح أنه فى قراره نفسه يعى جيدا ما فعله هو وأسرته فى الشعب، مشيرا إلى أن وقوف نجلى "مبارك" إلى جوار والديهما فيه رسالة دعم له، وتأكيد على إنهما إلى جواره، ولن يتركاه مهما وصل الأمر. وبالنسبة للواء حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق فرأى"عكاشة" أن "العادلى" كان مستفزا جدا! بنظراته للناس، التى كانت تحمل جزء من اللامبالاة والسخرية مما يدور، بالإضافة إلى القوه التى بدت فى نظرته وكأن شيئاً لا يهمه، وحاول أن يمنع ابتسامته أكثر من مرة فى أثناء إلقاء المحامين كلمتهم لكنه لم يستطع .