قال د. محمد المهدى استشارى الطب النفسى فى تحليله لخطاب الرئيس المخلوع حسنى مبارك الذى أذيع على قناة العربية أمس الأول «أوضح الخطاب أن مبارك مازال يشعر أن السلطة فى يديه، كما أكد على تماسكه». وأكد المهدى أن الخطاب رسخ ما يعانيه مبارك من تضخم للذات، حيث بدأ حديثه بنفس المصطلحات الإخوة والأخوات كأنه يلقى بيانا رئاسيا ومازال رئيسا للبلاد». وأشار المهدى إلى أن الكلام الذى يتردد عن مرض مبارك يتنافى تماما مع ما كشفه الخطاب «الصوت الذى تحدث به كان فيه قوة ومازال يشعر بالسيطرة والقدرة ولم تكن هناك آثار لإنهاك مرض أو حتى انكسار ويتعامل كأنه مازال يحتفظ بمصادر قوة». ويكمل «كلامه عن خدمة مصر وعطائه لمصر فيه نوع من المن وإظهار الجميل على البلد وأهله بشكل متعالٍ»، مشيرا إلى أنه لم يكن يبدو فى كلام مبارك أى نوع من المشاعر والعواطف رغم أن هدف الخطاب استمالة جزء من الشعب. ويؤكد المهدى أن مبارك فشل فى التواصل مع عواطف الشعب المصرى فالخطاب جاء جافا وبه درجة كبيرة من الاستعلاء والبعد عن مشاعر وحس الناس، «أعتقد انه لم يكن يخاطب الشعب بقدر ما كان يقول خطابا رسميا»، وهو محاولة للاتفاف على مطالب محاكمته. والخطاب محاولة للالتفاف على موجة الكراهية الشديدة التى ظهرت يوم الجمعة الماضى، لكن المواطنين اعتبروا الخطاب جزءا من الخداع والتحايل الذى استمر طوال 30 عاما» أما د. هاشم بحرى أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر فيرى أن مبارك تعامل فى خطابه بنفس العنجهية والنرجسية التى كان يمارسها، «مازال مبارك لا يرى إلا نفسه ولا يرى أنه أخطأ فى حق أحد ويرى أن الناس هى التى أخطأت فى حقه». وأضاف أن من يكتب لمبارك خطاباته مازال يتمتع بنفس القدر من الغباء، لأن الخطاب جاء منافيا مع العقل، مشيرا إلى أنه كان من الواجب على مبارك أن يعتذر أولا حتى تتعاطف معه الجماهير وتسمعه، وكان يحتاج بعد الاعتذار أن يتحمل المسئولية. الدكتور أحمد عكاشة، رئيس الجمعية العالمية للطب النفسى، قال «إن الرئيس السابق مبارك لايزال فى حالة إنكار شديد لما يحدث»، ووصف خطابه بأن به «الكثير من العجرفة». وأضاف عكاشة «مبارك كان يتحدث وكأن الشعب المصرى قطيع من الغنم»، مؤكدا فى مداخلة هاتفية لبرنامج «العاشرة مساء» مع الإعلامية منى الشاذلى عبر فضائية «دريم» أن مبارك مازال يعتقد أنه يحكم مصر من شرم الشيخ، وأن لديه ثقة فى إمكانية عودته مجددا للرئاسة. وفى السياق ذاته، قال عماد عبداللطيف، أستاذ تحليل الخطب، إن مبارك سجل الكلمة ب«نبرة هادئة» فى محاولة لكسب تعاطف الجماهير، والتلاعب بمشاعرهم باللعب على وتر «الأبوة».