ساعات قليلة وتشرق علينا وتطل شمس رمضان، تبهج أيامنا وتنور وجوهنا بالتقوى والإيمان، ويضىء ليلنا نجوم تتلألأ فى السماء, مباركة من رب العالمين، وفى هذه الأيام تنتشر مفاحآت شهر الإيمان فى كل مكان. تملئه البهجة والسرور.. مثل الزينة فى الشوارع والميدان، وموائد الرحمن التى انتشرت فى كل مكان، والتهانى لكل أصحابك والجيران، ولأى حد تقابله فى أى مكان، والكل بيهنى بعض, مسلم ومسيحى مفيش فرق.. مصريين كلنا زى بعض. إننا نستقبل شهر رمضان.. ذلك الشهر العظيم الذى ينتظره المسلمون بشغف ولهفة, وينتظره المؤمنون بشوقٍ ودمعة, دموع فرح باستقبال أغلى وأكرم الشهور على قلوبهم، إنه شهر الخير والرحمة, شهر النقاء والعفة, شهر الطهر والصفاء. فيه تصفو القلوب, وتسمو النفوس, وترقى الأرواح، فهو شهر تفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب النيران، وتُصفَّد فيه الشياطين، ينزل فيه ملكان يقول الأول: يا باغي الخير أقبل، ويقول الثاني: يا باغي الشر أقصر». وإننا من المفروض والواجب علينا أن نستقبل رمضان بالعودة إلى الله والتوبة والاستغفار، وترك ما نهى الله عنه من العصيان لأنه ببساطة شهر الرحمة والغفران والعتق من النيران.. ولأنه ضيف، عزيز، غائب، لا يعود إلينا إلا مرة فى العام.