يتراشق الناس والأحزاب السياسية اليوم، فى مصر بالتحديد، وبشكل غير مسبوق تهمة الخيانة، فتجد من يصف 6 إبريل بالخونة، وآخر من العلمانيين يصف السلفيين بالخونة، وبأن هناك أجندة خارجية تسيرهم، والبعض يقول بكفر العلمانيين والليبراليين. هذا ليس مهما المهم هو فعلا الخيانة، كيف أصبح سهلا؟ نرمى به كل من لا يعجبنا حالة أو أفكاره؟ كيف صار التخوين موضة مثل بنطال الجينز الفاتح أو حتى مثل هاتف نقال يتسابق الكل على اقتناء؟ السؤال الذى يطرح نفسه هنا: من هو المسئول عن إدخال تلك الكلمة إلى قاموس الشباب الذى كان ثائرا، يحمل نفس الأحلام والمشاعر والأهداف، هناك فرق كبير بين الأمس واليوم، بين من خون وخون، اتسعت المساحة، لم يعد هناك ما يقربهم، ففعل اتهام الآخر بالخيانة لا يوازيه أى فعل، تخيل أنك أنت، نعم أيها القارئ، أنت خونت، لا تعرف لماذا، ولا بأى حق، وأنت ليس كذلك، ماذا كنت ستفعل؟؟؟ إلا أن الذى ينبغى أن نفكر فيه والأهم فى هذه اللحظات الصعبة التى تعصف بالبلاد، هو من خان الوطن؟ من سلب خيراته؟ من قتل شبابه؟ شرد أهله ؟ هجر عقوله؟ جفف أراضيه الزراعية لتغدو بورا؟ أسئلة لا تنتهى، كثيرة بقدر الآهات التى تصدر من قلوب الغلابة والمقهورين... من خان الوطن؟؟؟