يعد مصطلح التنمية أحد المصطلحات التى برزت على مطلع القرن العشرين والتنمية لها تعريفات كثيرة وتدخل فى مجالات كثيرة فالتنمية يقصد بها التغيرات الجذرية فى مجتمع معين بهدف جعل المجتمع يتطور ذاتيا باستمرار. وقد تناولت شعوب العالم الثالث كلمة تنمية كتعريف بالحاجات الاساسية كالمأكل والمشرب والملبس وحق السكن متغاضيا عن حقول أخرى للتنمية مثل التنمية الثقافية والسياسية والتركيز ككل عن التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهذا ما يجعلنا نفتح الباب حول طبيعة مجتمعات العالم الثالث، وطبيعة تركيبتها. بداية أول من استخدم مصطلح العالم الثالث هو الفرنسى ألفريد سوفيه فى إحدى مقالاته الاقتصادية، ويقصد بدول العالم الثالث تلك الدول التى عانت ولا تزال تعانى تدنى مستوى المعيشة وتدنى مستوى الأجور التى يتقاضها الفرد فى تلك الدول، وغالبا من الأسباب التى تجعل تلك الدول دولا من العالم الثالث هى خروجها من الاستعمار منذ سنوات ليست ببعيدة، فقد استعمرت من قبل دول عظمى فى القرن الحديث لاستنزاف خيرات تلك البلاد مما جعل تلك البلاد تعانى بعد ذلك من تبعات ذلك الاستعمار فأصبحت الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للفرد من أساسيات حياته على العكس من الدول الصناعية المتقدمة التى يهتم فيها الفرد بالتنمية الثقافية والسياسية ويجعل الحقوق المدنية والسياسية من الحاجات الأساسية. والمشاهد للمجتمع المصرى بكونه أحد المجتمعات الذى يعانى من تدهور فى المعيشة الاقتصادية وزيادة معدلات البطالة، ويقع مستوى معيشة الفرد فى حالات متدهورة، حيث تعد مصر من ضمن عدد من دول العالم الثالث تدهورا فى الاقتصاد، ومع الكثير من الأسباب التى جعلت المجتمع المصرى يهتم بالتنمية الاقتصادية، لم يتم استيعاب أن التنمية ككل دائرة حياة بالنسبة للفرد، حيث إن الفرد بحاجة إلى التنمية الاقتصادية والتنمية السياسية، حيث إن السياسة والاقتصاد مرتبطان ارتباطا وثيقا للمجتمع، وبسبب غياب تلك النظرية فقد ظهر نفور شديد من الإدلاء بالأصوات فى الانتخابات العامة فى مصر، كانتخابات مجلسى الشعب والشورى، وانتخابات رئاسة الجمهورية، فعلى الرغم من إقبال المواطن المصرى على التنمية الاقتصادية بكثرة والذى يؤكد ذلك الجمعيات العاملة فى مجالات التنمية الاقتصادية، حيث رصدت إقبال المواطنين على العديد من مجالات التنمية الاقتصادية على العكس من الجمعيات العاملة فى مجالات التنمية الثقافية، التى لا تجد أى صدى لدى المواطن إلا طبقات وفئات ضئيلة فى المجتمع المصرى. ويعد من الخصائص والتركيبات التى تتواجد فى دول العالم الثالث 1- ضعف المستوى المعيشى 2- هجرة مكثفة من تلك الدول للدول الأكثر تقدما 3- ارتفاع حجم الديون الخارجية 4- التبعية الاقتصادية لتلك الدول بالدول الكبرى فى العالم 5- اعتماد تلك الدول على تصدير المواد الاولية 6- وجود صعوبات جغرافية فى تلك البلدان مثل التصحر، الجفاف 7- وجود مساحات جغرافية واسعة وذلك بسبب زيادة معدلات النمو 8- تزايد عدد الوفيات بسبب قلة الإمكانيات الطبية تلك كادت أن تكون العوامل الرئيسية التى تعيق دول العالم الثالث من أجل التطور والتنمية، وتعد قارة إفريقيا نموذجا واضحا عن مدى احتياجها للدفع بالتنمية فى جميع المجالات. وأخيرا بعد ظهور الإعلام المستقل فى عدد من دول العالم الثالث ومن ضمنها مصر شجع عدد من الشباب الذين يحملون على عاتقهم التنمية فى طرح أنواع أخرى من التنمية بخلاف التنمية الاقتصادية، فقد ظهر فى الآونة الأخيرة التنمية الثقافية التى تسعى لرفع مستوى الثقافة فى المجتمع وترقية الإنسان، وكذلك التنمية الاجتماعية التى تهدف إلى تطوير التفاعلات المجتمعية بين أطراف المجتمع: الفرد، الجماعة، المؤسسات الاجتماعية المختلفة، المنظمات الأهلية. بالإضافة لذلك استحدث مفهوم التنمية البشرية الذى يهتم بدعم قدرات الفرد وقياس مستوى معيشته وتحسين أوضاعه فى المجتمع.