تعتزم جماعة الإخوان المسلمين، إنتاج فيلم سينمائى عن ثورة 25 يناير، ضمن سلسلة مشاريع فنية تنوى الجماعة تنفيذها وسط تحديات حول إمكانية نجاح ما يسمى بالفن الملتزم، الذى تقول التيارات الإسلامية إنه يتوافق مع ضوابط الشريعة. وقال القيادى الإخوانى، محسن راضى، وهو برلمانى سابق، ومدير شركة للإنتاج الفنى والإعلامى- فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط- إن الجماعة تستبشر بأجواء ما بعد الثورة فى عودة الفن الراقى والهادف ولا أقول الفن الإسلامى، ونسعى للإسهام فى عملية توثيق هذا الحدث العظيم (الثورة) بفيلم سينمائى. ورغم تكتمه على تفاصيل مشروع الفيلم الجديد، أكد راضى أن الفيلم لن يكون عملا دينيا بل اجتماعى وإنسانى بامتياز وأنه سيجتهد فى تقديم قصة الثورة بدءا من إرهاصات الحراك السياسى فى مصر منذ العام 2004 وتطوره وصولا إلى ثورة 25 يناير. ونفى أن يكون الفيلم محاولة لتلميع صورة الإخوان أو تبديد أية مزاعم قيلت عن دور الجماعة فى الثورة والتظاهرات المليونية، وقال "دور الإخوان فى الثورة معروف للجميع أما من يحاولون تزييف الحقيقة فلا يستحقون حتى النقاش". وأوضح أن شباب الإخوان سيكونون أبطال الفيلم الجديد، وسيتم التعامل مع عدد آخر من الفنانين المعروفين، لكنه أكد أنه لا ترشيحات حتى الآن بشأن أسماء معروفة للمشاركة فى التمثيل، كما أنه لم يتم الاستقرار على كاتب قصة وسيناريو الفيلم. وتمنى القيادى الإخوانى عدم انشغال المبدعين والوسط الفنى بجدل دخول الإسلاميين على خط الفن، مذكرًا بإسهامات جماعة الإخوان منذ عصر مؤسسها حسن البنا فى المسرح والفن، داعيًا إلى استثمار مناخ الحرية فى إطلاق الإبداع الفنى وترك الحكم للجمهور. وكان الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مكتب إرشاد الإخوان د. عبد الرحمن البر، قد قال فى تصريحات له بعد الثورة إن الأصل الشرعى هو جواز العمل فى المجالات الفنية إلى أن يقترن بها شىء يخالف قواعد الإسلام، والأصل فى الأمور الإباحة. وطالب البر الذى يطلق عليه لقب "مفتى الإخوان" جهات الإنتاج الفنى بتبنى قضايا بناء الشخصية الإيجابية الطموحة المؤمنة بدينها وتاريخها ووطنها، من خلال أعمال مسرحية وسينمائية وغيرها هدفها بث الأمل لأمة تحمل مشروعا نهضويا.