صدر حديثا عن دار القبس للنشر كتاب جديد يتناول عدوان إسرائيل على البيئة اللبنانية، بعنوان " الضحية الصامتة جرائم الحرب الإسرائيلية ضد البيئة اللبنانية" للدكتورة أسيل أحمد طقشة. وتحاول الباحثة اللبنانية أن تقدم أدلة على أن العدوان الإسرائيلى لم يكن حسب المزاعم الإسرائيلية من أجل الدفاع عن النفس، أو لكسب أرض سياسية، بل لإقامة معادلة مائلة للقوة على حساب كل الاعتبارات الإنسانية. الكتاب عبارة عن رسالة علمية نالت عنها الباحثة درجة الدكتوراة من جامعة يورك البريطانية، ينطلق من أن الحرب الإسرائيلية على لبنان فى العام 2006 تعمد تدمير البنية التحتية للبنان، وبحسب الباحثة، فإنه لم يسبق للتاريخ اللبنانى أو الإقليمى أن شهد أضرارا مثل التى نتجت عن التسرب النفطى، بعد استهداف إسرائيل لخزانات الوقود فى معمل الجيه لتوليد الكهرباء. وتستنتج الباحثة عبر سبعة فصول يتكون منهم الكتاب، أن البيئة اللبنانية ستظل هدفا لأى عدوان إسرائيلى، ليس لأسباب عسكرية، بل بدوافع تدميرية، لقناعة إسرائيل أن نمو الاقتصاد اللبنانى سيجعل منه منافسا لاقتصادها. وتبحث الكاتبة فى العلاقة بين الدمار البيئى والنزاعات المسلحة وهو ما يتناوله الفصل الأول من الكتاب حيث تلفت الكاتبة النظر لإحصاءات تتعلق بحروب فيتنام، والحرب العراقية الإيرانية، والنزاعات فى رواندا، منتهية بحرب يوليو 2006 على لبنان. ويتعرض الكتاب للقانون الدولى وحماية البيئة فى فترات النزاع، وتلحظ الباحثة نقص امتثال الدول لقواعد هذا القانون وعند تفعيله، لأسباب سياسية وعسكرية، وتشير فى الفصل الثالث من الكتاب للقوانين البيئية الدولية، كما تناقش طبيعة الامتثال لقوانين حالات الطوارئ المتعلقة بالبيئة، خاصة فى لبنان فى ظل حكومة منقسمة ومقيدة. ويختتم الكتاب بعرض مجموعة من التساؤلات حول فعالية القانون البيئى الحالى، ومدى إمكانية تحسينه، وترجح الباحثة أن يمر وقتل طويل قبل التوصل لحل دولى للحماية البيئية خلال النزاعات المسلحة، كما تعتبر أن المطالبات بحماية البيئة العالمية هشة، وستشكل أكبر التحديات التى سيواجهها المجتمع البشرى فى العقود المقبلة.