هدد دبلوماسيون فى وزارة الخارجية، بعدم التعامل أو التعاون مع أى وزير للخارجية يتم اختياره من خارج السلك الدبلوماسى، سواء من الموجودين بالخدمة أو من الدبلوماسيين المتقاعدين. وقد سادت حالة من الاستياء الشديد داخل الوزارة بسبب ما يتداول حاليا فى الأوساط السياسية عن رغبة البعض فى إقصاء وزير الخارجية الحالى محمد العرابى، واستبداله بوزير آخر ليس من داخل الوزارة، وبعيدا عن السلك الدبلوماسى. وقال عدد من الدبلوماسيين رفضوا ذكر أسماءهم لليوم السابع إن هناك نية لدى كافة الدبلوماسيين بعدم التعامل أو التعاون مع أى وزير جديد من خارج السلك الدبلوماسى، خاصة أن الخارجية أنتجت كفاءات كبرى، بعضهم مرشح للانتخابات الرئاسية مثل عمرو موسى والدكتور محمد البرادعى، وهى مكان لتفريغ كوادر عليا فى الدولة، وبالتالى لا يصح أن يكون التعامل مع هذه الكفاءات باستهانة والقول بأنهم سيأتون بوزير من خارج الوزارة. وقال أحد الدبلوماسيين إن حالة الاستياء الشديدة داخل الوزارة آخذة فى التزايد، خاصة أن الوزير الحالى هو من أبناء الوزارة ويحظى باحترام كبير داخلها ويستطيع إدارة المرحلة الانتقالية بشكل جيد ، مشيرا إلى أن الإكثار من تغيير الوزراء فى وزارة سيادية كبرى مثل الخارجية يصيب هذه المؤسسة بالاضطراب ، ويجعل من إمكانية متابعة تنفيذ السياسة الخارجية مسألة فى غاية الصعوبة. وبلهجة حاسمة قال دبلوماسى آخر " نحن لا نريد وزيرا من خارجنا، فالخارجية بها كفاءات عدة سواء فى الخدمة أو فى التقاعد ، لكن لا يصح القول بأنهم سيأتون لنا بأستاذ جامعة أو سياسى لتولى الوزارة ، لأن الخارجية تختلف عن أى وزارة أخرى ، كما أن تولى أستاذ جامعى للخارجية فى هذه الفترة الانتقالية كلام غير مقبول ، وسيجد من جانبنا حركة احتجاج واسعة داخل الوزارة". وحول وجود سوابق باختيار وزير للخارجية من خارج الوزارة ، قال دبلوماسى فى الخارجية إن هذه السوابق تتمثل فى شخصين، هما الدكتور بطرس غالى ، وهو لم يكن وزيرا للخارجية ، وإنما وزير دولة للشئون الخارجية ، أم الوزير الثانى فكان الوزير كمال حسن على الذى كان أحد كبار رجال القوات المسلحة ، وتم اختياره من رئيس الدولة فى هذا الوقت لظروف خاصة ، كما أنه لم يكن بعيدا فى هذا التوقيت عن رسم سياسة مصر الخارجية ، عندما كان نائبا لرئيس الوزراء.
