هدد الدكتور أحمد البرعى، وزير القوى العاملة، بالاستقالة من منصبه فى حال عدم تحقيق الأفكار التى جاء بها وعلى رأسها الحريات النقابية، معللا ذلك بأن سوق العمل فى مصر لن ينصلح إلا بإقامة نقابات مستقلة قوية، قائلا "إذا وقفت الحرية النقابية سأرحل". وأضاف البرعى خلال ندوة عقدت صباح اليوم، الثلاثاء، بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام تحت عنوان "نحو تنظيم نقابى جديد فى مصر"، أنه سيسعى للتقريب بين النقابات المستقلة واتحاد العمال إلا بشرط تقديم اعتذار له من جانب كل من أخطأ فى حقه، مؤكدا أنه لا توجد خلافات شخصية بينه وبين هذه الجهات، قائلا "لم ولن أنزل لمستوى المهاترات التى حدثت خلال ال 5 أشهر الماضية ولن أسىء إلى أحد"، مضيفا أن الوزارة ستقدم أى دعم فنى ستطلبه النقابات المستقلة أو اتحاد العمال خلال فترة الانتخابات. وأوضح البرعى أن مصر مهددة بالعودة إلى القائمة السوداء التى تنتهك حقوق العمال خلال أعمال مؤتمر العمل الدولى المقبل 2012 فى حال عدم صدور قانون الحريات النقابية قبل هذا الموعد، موضحا أن رفع اسم مصر من هذه القائمة يفيد فى تنشيط التجارة العالمية، مشيرا إلى أنه لا توجد حرية تجارة بين مصر والولايات المتحدةالأمريكية لأن هناك مجموعة من الحريات منتهكة مثل الحريات النقابية. وحول سوق العمل فى مصر فوصفه البرعى بأنه "خربان" وأن قطاع العمالة غير المنتظمة تصل لنحو 51%، موضحا أن هذا القطاع يعد مشكلة معقدة فشل فى حلها وهو باحث، ومازالت تمثل عبئا عليه كوزير للقوى العاملة. وبشأن دور الوزارة فى حل مشكلة البطالة رد البرعى قائلا "ليس لدى سلطة أو قرار لحلها والمشكلة فى يد الحكومة كلها"، مؤكدا أن الأسواق العربية كانت مفتوحة أمام المصريين قائلا "العمالة المصرية طردت من الخليج وحلت محلها العمالة الأسيوية وذلك بسبب العامل الاقتصادى فلم يعد عامل الدين أو اللغة أساس لاختيار العمالة". وشهدت الندوة مشادات كلامية ساخنة بين ممثلى النقابات المستقلة واتحاد عمال مصر، حيث اتهم كمال أبو عيطة رئيس النقابة المستقلة للضرائب العقارية، أن النقابات كان يسيطر عليها الحزب الوطنى المنحل وجهاز أمن الدولة والحكومة، وأن هذه النقابات لم تقدم شيئا للعمال بل تركتهم فى الشوارع، وهو ما عارضه ممثلى اتحاد العمال خاصة أنه كان عضو فى الاتحاد، فرد أبو عيطة قائلا "كنت فى اتحاد العمال بس ربنا تاب عليا ومازلنا ممنوعين بسبب فلول النظام واللى مش عاجبه الكلام يجهز بلطجية".
