قال الرئيس السورى بشار الأسد إن سوريا عاشت أياما صعبة دفعت فيها ثمنا كبيرا من استقرارها وأمنها بسبب أعمال التخريب التى تخللت الاحتجاجات الشعبية التى تشهدها البلاد. وقال الأسد، فى كلمة له اليوم، "أيام صعبة مرت علينا دفعنا فيها ثمنا كبيرا من أمننا واستقرارنا من خلال محنة غير مألوفة خيمت على بدلنا أدت إلى حالات من الاضطراب والخيبة بفعل حوادث شغب وترويع للمواطنين وأعمال قتل وتخريب للممتلكات العامة والخاصة تخللت الاحتجاجات الشعبية سقط خلالها عدد من الشهداء سواء من المواطنين أو من رجال الأمن والقوات المسحلة، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الجرحى". وقدم الرئيس السورى خلال خطابه التعازى لأسر وأهالى الشهداء الذين سقطوا فى الاحتجاجات الشعبية، مؤكدا أن استشهادهم ليست خسارة لأهلهم وذويهم فحسب بل خسارة للوطن بأكمله. وأضاف الرئيس السورى بشار الأسد "أننا نلتقى اليوم فى لحظة فاصلة فى تاريخ بلدنا نريدها بإرادتنا أن تكون فاصلة بين أمس مثقل بالاضطراب والألم سالت فيه دماء بريئة أدمت قلب كل سورى وغد مفعم بالامل فى أن تعود لوطننا أجمل صور الألفة والسكينة التى طالما عاش فيها". وبرر الأسد تأخره فى توجيه خطاب للشعب السورى لرغبته فى ألا يكون ذلك منبرا دعائيا له، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن هذا التأخر فتح المجال لكثير من الإشاعات منها ما طالته هو شخصيا لكنها لم تكن صحيحة على الإطلاق، وأضاف أنه بقدر الخسارة الكبيرة للشهداء فإن ذلك يدفع الجميع لتأمل هذه التجرية العميقة والهامة بجانبها السلبى وبجانبها الإيجابى وما يحمله من اختبارات هامة اكشنفنا من خلال معدننا الوطنى الحقيقى بقوته ومتانته ونقاط ضعفه، وأكد أن الخيار الوحيد هو التطلع للمستقبل، وقال إن هذا الخيار نمتلكه عندما نقرر أن نصنع المستقبل بدلا من أن تصنعه الأحداث وعندما نسيطر عليها بدلا من أن تسيطر علينا. وبشأن ما تشهده سوريا من أحداث وما إذا كان ذلك مؤامرة أم خلل وغير ذلك من التساؤلات، قال الرئيس السورى بشار الأسد "لا أعتقد بأن سوريا مرت فى مرحلة لم تكن هدفا لمؤامرات مختلفة لأسباب عديدة، بعضها مرتبط بالجغرافيا السياسية الهامة وبعضها مرتبط بمواقفها السياسية المتمسكة بمبادئها ومصالحها". وقال إن المؤامرات كالجراثيم تتكاثر فى كل لحظة ولا يمكن إبادتها إلا من خلال تقوية المناعة لمواجهتها، مشيرا إلى أن خير دليل على ذلك هى المواقف السياسية والإعلامية التى سادت فى الفترة الماضية. وعن المواقف السياسية الخارجية، قال الأسد إن الهدف منها هو التدخل فى الشأن الداخلى وليس حرصا على المواطن السورى ومن أجل تنازل سوريا عن مبادئها ومواقفها ومصالح تتمسك بها، مشددا على ضرورة التركيز على الوضع الداخلى من التصدى لهذه المؤامرات.