لم يعد نجاح العمل الدرامى يتوقف فقط على نجومية الممثل أو حبكة القصة أو روعة الإخراج، بل باتت هناك قوى أخرى تتحكم فى ذلك تتمثل فى مدى شهرة وقوة القناة الفضائية التى تعرض العمل على شاشتها بغض النظر عن مستواه الفنى، وهو ما نراه مؤخرا بشدة، حيث حققت بعض المسلسلات نجاحا كبيرا رغم ضعفها، وذلك عندما عرضت على شبكة ال "إيه أر تى"، حيث ضمنت أعلى نسبة مشاهدة للمسلسلات التى عرضت على شاشتها رغم ضعف مستواها الفنى، وتضمنها للعديد من السقطات الفنية بشهادة النقاد والجمهور مثل مسلسل "فى أيد أمينة"، و"بعد الفراق"، و"الدالى 2". فى المقابل، ظلمت العديد من الأعمال الجيدة التى لم تأخذ حقها على المستويين النقدى والجماهيرى، حيث عرضت على قنوات قليلة ولا تتمتع بنسبة مشاهدة عالية، لدرجة أن بعض هذه المسلسلات لم يعلم عنها المشاهدون سوى اسمها فقط، والبعض الآخر ظل المشاهد يبحث عنها فى جميع القنوات ولم يجدها، ومنها مسلسل "دموع القمر" بطولة نور اللبنانية ورياض الخولى، ومسلسل "رمانة الميزان" بطولة بوسى، ومسلسل "ظل المحارب" بطولة هشام سليم وتأليف بشير الديك وإخراج نادر جلال، وأيضاً مسلسل "عرب لندن" بطولة توفيق عبد الحميد ونيرمين الفقى، وغيرهم العديد من المسلسلات الجيدة التى لم يسمع أحد بها. الناقدة ماجدة موريس قالت إن الفضائيات أصبح لها دور مهم فى نجاح المسلسل من عدمه، وذلك فى حالة عرض المسلسل على العديد من الفضائيات، وبالتالى يحصل على نسبة مشاهدة عالية فيظهر وكأنه مسلسل ناجح رغم ضعف مستواه، لأن الكثير من الفضائيات قامت بشرائه، وتوجد مسلسلات أخرى جيدة جداً ولكن تتجاهلها الفضائيات لعدة أسباب، منها ما يتعلق بالمصالح الشخصية أو عدم وجود أسماء لامعة بها فتظهر بذلك كأنها مسلسلات دون المستوى، وهذا حدث مع مسلسل"ظل المحارب" الذى كتبه المؤلف الكبير بشير الديك وأخرجه نادر جلال، واعتقد أن هؤلاء ليسوا بحاجة الى الحديث عن مستوى أعمالهم، ومسلسل "كلمة حق" بطولة ميرفت أمين وإخراج سامى محمد على، إضافة إلى مسلسل "عرب لندن"، وكثير من المسلسلات التى ظلمت أثناء عرضها، وللأسف مسلسلات أخرى كثيرة أخذت أكثر من حقها بكثير. من جهتها، نصحت الناقدة ماجدة خيرالله المشاهد، بأن لا ينساق وراء قوة القناة الفضائية فى فرض ذوقها عليه، ويجب عليه البحث عن المسلسل الجيد، وتقول إن الفضائيات تفرض أعمالا معينة على المشاهد ليراها، لكنها لا تستطيع أن تفرضها على ذوقه، فمثلاً مسلسلات مثل "الدالى2" و"فى أيد أمينة"، و"بعد الفراق" فرضت على المشاهد لكنها تعرضت لانتقادات شديدة، ولم تلق نجاحاً على مستوى النقاد أو الجماهير. وأضافت: "أنا مثلا شاهدت بالصدفة مشهدا من مسلسل "عرب لندن" وبحثت عنه فى اليوم التالى وتابعت جميع حلقاته، بل أخبرت أصدقائى عنه أيضاً، وأعتقد أن المسلسلات الجيدة تفرض نفسها لكن بمرور الوقت، فقد يتأخر نجاح المسلسل فترة معينة بعد عرضه للمرة الأولى، وربما ينتظر شهورا حتى يشعر به المشاهد، وذلك لأنه لم يعرض على قناة لها جماهيرية. لمعلوماتك.. وليد يوسف يكتب حاليا الجزء الثالث من مسلسل "الدالى"، الذى ينتجه محمد فوزى، وستبدأ أحداثه عام 1992 وتنتهى عام 2000.