أعربت إيرينا بوكوفا مدير عام منظمة اليونسكو عن سعادتها بزيارة مصر بعد ثورة 25 يناير، وأبدت إعجابها بالشباب المصرى الذى حما المتحف المصرى يوم 25 يناير، وقالت إن هذا الشباب أراد أن يحصل على الحرية، لكنه كان حريصاً على بلده وتاريخها وآثارها، لذا قام بحماية المتحف من اللصوص، وتمنت أن يحصل هذا الشباب على ما سعى إليه من حرية وكرامة. وأضافت بوكوفا خلال الجولة التى قامت بها فى المتحف المصرى مساء اليوم، الاثنين، "فخورة بالتعاون مع مصر التى تعتبر واحدة من أهم دول العالم، بما تضم من تراث وحضارة وتاريخ عريق"، مؤكدة أن اليونسكو عقدت عدة اجتماعات طارئة عقب الثورة وسرقة الآثار لبحث سبل استعادة الآثار المفقودة وعودتها لبلدها الأصلى مصر، موضحة أنها طلبت من المسئولين بالآثار وقتها إرسال كافة تفاصيل القطع المسروقة سواء من المتحف المصرى أم من باقى المخازن والمناطق الأثرية، وأن المنظمة قدمت هذه التفاصيل لشرطة البوليس الدولى "الإنتربول" لعدم تهريب هذه الآثار وإمكانية استعادتها فور الحصول عليها. وقالت بوكوفا، إن زيارتها لمصر فى هذا التوقيت يرجع لاهتمامها بمعرفة تفاصيل الثورة المصرية عن قرب، ومشاهدة المتحف المصرى الذى كان فى قلب الحدث طوال الوقت، والاستماع لتفاصيل سرقته ومعرفتها كاملة، مؤكدة استعداد المنظمة لمساعدة مصر بشكل عام والمتحف بشكل خاص فى أى شىء يتعلق بالحفاظ على تراث هذا البلد العظيم، لأنها تضع مصر دائماً على أولويات العمل بالمنظمة. وحرصت بوكوفا على الاستماع لكافة تفاصيل سرقة المتحف، وهى التفاصيل التى سردها الدكتور طارق العوضى مدير المتحف المصرى على مدار ساعة تقريباً، تجولت خلالها بوكوفا فى المتحف، وحرصت على رؤية الشباك الذى دخل منه اللصوص والغرف التى دخلوها والآثار التى كسرت، كما سألت عن ترميم هذه الآثار، وأكد لها العوضى أن اللصوص كسروا عدداً كبيراً من الآثار بعد اكتشافهم أنها مصنوعة من الخشب وليس الذهب، وأن المتحف قام بترميم كل هذه الآثار، كما تم ترميم ال32 قطعة التى عادت للمتحف بعد سرقتها، وأن الإدارة بالتحف ستنظم معرضاً لعرض هذه القطع بعد ترميمها، موضحاً أن العاملين بالمتحف عملوا بجد على ترميم القطع، كما واجهوا تحديات كبيرة لاستعادة الحياة فى المتحف بعد الثورة. وحرصت بوكوفا على زيارة غرفة المومياوات الملكية وقاعة الملك الذهبى توت عنخ آمون، وخرجت بعد ذلك من الباب الخلفى للمتحف لترى مبنى الحزب الوطنى المحروق، وذلك بعد أن سرد لها العوضى تفاصيل حرق هذا المبنى يوم 28 يناير، وخطورة ما حدث له على المتحف المصرى الذى لا يفصله عنه سوى سور، وقد توقفت بوكوفا أمام لرؤية المبنى المحترق عن قرب ثم خرجت من المتحف، للتوجه بعدها إلى مبنى وزارة الثقافة لزيارة الدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة، فى زيارة قصيرة استغرقت 15 دقيقة، أكدت خلالها حرصها على معرفة وزير الثقافة الجديد، وأن المنظمة ستستمر فى التعاون مع وزارة الثقافة فى الحفاظ على التراث المادى بمصر.