أحياناً قد تصدر منا أفعال تجاه الآخرين تكون غير متوافقة مع أخلاقنا، ونتيجة لرد فعلنا المتسرع قد يسبب لنا الكثير من المتاعب التى نحن فى غنى عنها، وعندما نجلس مع أنفسنا نسأل لماذا تصرفنا بهذا الشكل فى أمر لا يستحق كل هذا الضجيج، فقد أفسدت تلك التوافه الكثير من العلاقات الإنسانية التى كانت من الممكن أن تنسى وتزول بمرور الوقت، لذلك حاول أن تكون أكبر من التوافه ولا تترد أبداً أن تتأسف على فعل معين أو أن تخجل من الاعتذار فقد يجنبك الكثير من المتاعب. يقول بيركلير: "هيا ننهض أيها الإخوان فقد طال جلوسنا فوق التوافه"! وأحياناً نفترض من تلقاء ذاتنا أن من حولنا يعرفون ما الذى نريده منهم، والحالة التى نمر بها، وقد يسبب ذلك الاعتقاد مشكلة بأنك تبتعد عنهم لأنهم لم يقوموا بالواجب المفروض تجاهك، كل ما عليك هو أخبارهم بحالتك ولا تفترض ظنونا لا وجود لها. نفس الشىء لا تفترض أنك تعلم ما يريده الآخرون منك، فتقوم من تلقاء نفسك بأشياء ظناً منك أنها قد تسعد الطرف الآخر ويكون نتيجتها العكس فتجلب المشاكل لنفسك فالنوايا الحسنة لا تكفى بل اسألهم. كن مرناً وافترض حسن النية مع الآخرين، لأن ذلك سوف يوفر عليك الكثير من العناء، ويجعلك محبوبا وقريبا من قلوب من حولك واكسر بداخلك كينونة الأنا لأنك جزء من الكل. وابتعد عن أصدقاء السوء، لأنك بمرور الوقت سوف تكتسب الكثير من العادات والسلوكيات السلبية التى سوف تنعكس عليك وعلى الآخرين، لذلك ابحث عن أصدقاء الخير ليكونوا مصدر خير لك ولا تترك مكاناً ما وأنت على خلاف مع أحد بل اترك المكان وأنت على علاقة طيبة مع الآخرين ولا ترى فى الناس الأشياء السلبية فقط وتذكر أننا كلنا عيوب، بل ابحث فى نفوسهم عن شعاع النور لتضىء الكهف المظلم بداخلهم. وأنت تسير فى طريقك حاول أن تمنع الأذى عن الناس، واعطف على المسكين، وعامل الآخر كأنك لن تراه مرة أخرى، أو افعل ما تراه من خير لعله يكون آخر فعل فى حياتك، وصل صلاتك بخشوع لأنه لن تستطيع تغيير السلوك السلبى إلا إذا كان عملك خالصا لرب العالمين، كل ذلك مجرد محاولة لاسترداد جزء من سلوكنا الإيجابى. اعبر فوق حدود نفسك وحطم حواجز السلوك السلبى بداخلك، وحدث ذاتك أنه قد حان الوقت لخارطة طريق جديدة لنرى أنفسنا فى ثوب الأمل والتواصل مع الآخرين بحب ورغبة جديدة لحياة إيجابية أفضل.