أكد رئيس الوزراء الأثيوبى ملس زيناوى التزام حكومته ببناء سد الألفية (النهضة) على النيل الأزرق قبل انتهاء الموعد المحدد بأقل تكلفة ممكنة، من خلال تنظيم وحشد الموارد والمساهمات الشعبية والمحلية فى البلاد. وقال زيناوى فى كلمه له اليوم السبت خلال الاحتفال بمرور الذكرى العشرين ل "يوم النصر" والذى يصادف 28 مايو من كل عام، إن بناء سد الألفية العظيم سوف يبدد الأفكار القديمة بأن أثيوبيا لا يمكنها تحقيق أى مشروعات إنمائية على نهر النيل بمواردها الذاتية والخاصة، وأضاف أن هذا السد يثبت أيضا أن الأثيوبيين سيواصلون كل جهودهم بدون كلل لتحقيق التنمية لبلادهم وازدهارها. ويصادف هذا اليوم مرور الذكرى العشرين لسقوط نظام الزعيم الأثيوبى السابق منجستو هيلمريام الذى كان مواليا للاتحاد السوفييتى السابق، والذى عرف باسم نظام "الدرك"، فى عام 1991 بعد حكم استمر 17 عاما، وفراره إلى المنفى فى زيمبابوى بعد انقلاب دامى، جلب متمردى جبهة تحرير تجراى السابقة بزعامة زيناوى إلى السلطة. وأضاف زيناوى، أمام حشد من الأثيوبيين فى الساحة الرئيسية "ماسكال سكوير" بأديس أبابا أن سد الألفية هو مؤشر أيضا على أن أثيوبيا على المسار السليم، لضمان تحقيق تنمية مستدامة فى البلاد، وتحقيق نهضة أثيوبيا، مضيفا أن الأثيوبيين سوف يستفيدون من مواردهم الطبيعية. وقال إن شعب أثيوبيا عازم بكل قوة على جعل الفقر شيئا من الماضى، وأن حكومة أثيوبيا سوف تنظم هذه الجهود لجعل كل خطط التنمية حقيقة واقعة، ورفع بعض المشاركين فى الاحتفال لافتات كتب عليها "سوف ننجز بالتأكيد سد الألفية"، و"لا للفقر" و"عازمون على إنجاز خطة التنمية". من جانبه، حث عمدة مدينة أديس أبابا كوما ديميكسا، كل الأثيوبيين على تعزيز مشاركتهم فى كل الميادين التى يعملون بها من أجل انجاز خطة "التنمية والتحول" الخمسية المقبلة، وبناء سد الألفية العظيم بهدف الحد من الفقر. وقال رئيس مدينة أديس أبابا، إن الشعب الأثيوبى كان قبل 20 عاما محروما من حقوقه الإنسانية والديمقراطية، ويعانى من عدم استقرار وفقر.. مضيفا أن يوم 28 مايو فى عام 1991 هو التاريخ الذى أرسيت فيه قواعد السلام والديمقراطية والوحدة. وقال وزير شئون الاتصالات الحكومية والمتحدث باسم الحكومة شيملز كمال، فى تصريحات للصحفيين إن هذا اليوم يميز عشرين عاما من الانجازات فى ظل قيادة رئيس الوزراء ملس زيناوى، وإن أثيوبيا سجلت خلال تلك الفترة عددا كبيرا من الانجازات، التى تتعلق بأحلام وطموحات شعبها، وأن معيشة شعبها تحسنت كثيرا مقارنة مع الوضع قبل عشرين عاما. وأشار إلى أن أثيوبيا التى مازالت واحدة من أفقر دول القارة، تحقق نموا اقتصاديا كبيرا للعام السابع على التوالى، لكنه قال إن الطريق مازال طويلا لاجتثاث البلاد من حالة الفقر. وقال عمدة مدينة أديس أبابا كوما ديميكسا، إن بناء أمة كانت على وشك التفكك فى عهد النظام السابق، ليس طريقا ورديا ومع ذلك فإن أغلبية الأثيوبيين لديهم اعتقادا راسخا بأنهم على المسار السليم. وشهدت أثيوبيا انتخابات برلمانية فى مايو الماضى فاز بها حزب "الجبهة الثورية الديمقراطية لشعوب أثيوبيا الحاكم" وحلفاؤه بزعامة زيناوى بعد حصوله على 545 مقعدا من مقاعد البرلمان الاتحادى البالغ عددها 547، وأدى زيناوى اليمين الدستورية يوم 5 أكتوبر الماضى، أمام جلسة مشتركة لمجلس النواب الشعبى والمجلس الاتحادى، لشغل منصب رئيس الوزراء لفترة جديدة مما يتيح له الاستمرار فى المنصب لمدة 25 عاما. وشهدت أثيوبيا خلال فترة حكم زيناوى تغيرات كبيرة، وخاصة فيما يتعلق بالنمو الاقتصادى الملحوظ، واستطاعت أثيوبيا تحت قيادة زيناوى إنشاء تحالفات قوية مع الغرب وخاصة الولاياتالمتحدة عبر حربه ضد الإرهاب. ويلعب زيناوى دورا بارزا فى قضايا تتعلق بالقارة الأفريقية، وأهمها بلورة موقف أفريقى حول تغيرات المناخ، كما أنه يرأس حاليا فريق المفاوضين الأفارقة فى قضايا تغير المناخ.