فوجئ سكان مدينة جوبلين فى ولاية ميسورى (وسط الولاياتالمتحدة) صباح الاثنين بفداحة الدمار الذى خلفه الإعصار الذى ضرب مدينتهم الصغيرة، موديا بحياة 116 شخصياً ومحولاً المكان إلى "ساحة حرب"، وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن سقوط 89 قتيلاً. وإجمالاً ضرب نحو 46 إعصاراً فى اليومين الماضيين سبع ولايات فى وسط وشمال الولاياتالمتحدة وفقا للمركز الوطنى للأحوال الجوية، إلا أن جوبلين التى يسكنها 50 ألف نسمة والتى تبعد بضعة كلم عن كنساس وأوكلاهوما كانت الأكثر تضرراً بكثير من هذه الظواهر الجوية التى أودت بحياة 116 شخصاً على الأقل فى المنطقة حتى صباح الاثنين. والإعصار الذى ضرب جوبلين هو الأعنف والأكثر دماراً الذى تشهده أمريكا منذ إعصار ورشستر (ماساشوستس، شمال شرق) فى يونيو 1953 الذى أوقع 90 قتيلاً. وقدم الرئيس الأمريكى باراك أوباما من الطائرة التى أقلته إلى أوروبا "أحر تعازيه" لأهالى الضحايا، مؤكداً استعداد الحكومة الفدرالية لمساعدة المنكوبين، وأوضح البيت الأبيض صباح الاثنين أن اوباما "طلب من فريقه إبقاءه على اطلاع مستمر بالوضع" والعمل بالتنسيق مع السلطات المحلية. وأظهرت الصور الأولية لجوبلين التى عرضت ليلاً السنة نيران وأعمدة دخان كثيف اسود تتصاعد من حطام المنازل ومياها تندفع من مواسير مكسورة، ومروحية طبية محطمة وسط حطام مستشفى تم إخلاؤه. وروى جيف لو (23 عاما) الذى تمكن من الاحتماء داخل قبو معد لمقاومة الأعاصير هول صدمته مما شاهده عند خروجه من الملجأ وقال: "لقد عشت فى هذا الحى طيلة حياتى لكننى لم أعد أعرف أين أنا، لم يعد هناك شىء على حاله". والسبت ضرب إعصار قوى مدينة ريدينغ شرق كنساس مسفراً عن مقتل احد السكان وملحقا إضرارا بحوالى 80% من المساكن، كما أدى إعصار إلى مقتل شخص وإصابة 30 على الأقل الأحد فى مينيابوليس بولاية مينيسوتا (شمال) بحسب السلطات. وفى مطلع مايو الحالى ضربت سلسلة أعاصير هى الأعنف منذ قرابة قرن جنوب شرق الولاياتالمتحدة مخلفة 354 قتيلاً وأضراراً جسيمة. وتراوح مدة الأعاصير من بضع دقائق إلى نصف ساعة، إلا أن كثافتها مع زوابع رياح تتراوح سرعتها بين 150 و200 كلم فى الساعة يمكن أن تكون شديدة الدمار.
