فوجئ سكان مدينة جولبين في ولاية ميسوري (وسط الولاياتالمتحدة)، صباح اليوم الاثنين، بفداحة الدمار الذي خلفه الإعصار الذي ضرب مدينتهم الصغيرة، أمس الأحد، الذي أودى بحياة 89 شخصيا، محولا المكان إلى "ساحة حرب". وإجمالا ضرب نحو 46 إعصارا في اليومين الماضيين 7 ولايات في وسط وشمال الولاياتالمتحدة، وفقا للمركز الوطني للأحوال الجوية. إلا أن جوبلين التي يسكنها 50 ألف نسمة، والتي تبعد بضعة كليو مترات عن كنساس، وأوكلاهوما كانت الأكثر تضررا بكثير من هذه الظواهر الجوية التي أودت بحياة 91 على الأقل في المنطقة حتى صباح اليوم الاثنين. وأعلن مارك رور، المسؤول في بلدية جوبلين (ولاية ميسوري، وسط) في بيان اليوم الاثنين، أن الإعصار الذي ضرب البلدة، أمس الأحد، أسفر عن 89 قتيلا على الأقل. وجاء في البيان، "هناك 89 تأكدت وفاتهم نتيجة الإعصار". والإعصار الذي ضرب جوبلين هو الأعنف والأكثر دمارا الذي تشهده أمريكا منذ إعصار ورشستر (ماساشوستس، شمال شرق) في يونيو 1953 الذي أوقع 90 قتيلا. وقدم باراك أوباما، الرئيس الأمريكي، من الطائرة التي أقلته إلى أوروبا "أصدق تعازيه" لأهالي الضحايا، مؤكدا استعداد الحكومة الفيدرالية لمساعدة المنكوبين. وأوضح البيت الأبيض، صباح اليوم، أن أوباما "طلب من فريقه إبقاءه على اطلاع مستمر بالوضع"، والعمل بالتنسيق مع السلطات المحلية. وأظهرت الصور الأولية لجوبلين التي عرضت ليلا ألسنة نيران وأعمدة دخان كثيف أسود تتصاعد من حطام المنازل، ومياها تندفع من مواسير مكسورة، ومروحية طبية محطمة وسط حطام مستشفى تم إخلاؤه. وقال روب شابيل، الطبيب الشرعي في مقاطعة جاسبر، التي تقع فيها جوبلين للفرنسية: إن "حجم الدمار من الضخامة بحيث نعجز حتى الآن عن إدراك ما حدث". من جانبه، قال سكوت ميكر، الصحفي في صحيفة جبلين جلوب المحلية: "الوضع أشبه بساحة حرب"، مشيرا إلى أن مستشفى ميموريال هول المحلي "فاض سريعا" بأعداد الجرحى الذي تدفقوا عليه ب"المئات"، وإلى نقص كبير في الأدوية والمعدات الطبية، وأضاف، أنه "تم تحويل مدرسة إلى مركز لفرز وعلاج الجرحى. ولتقييم الأضرار وعلاج الضحايا أعلن جاي نيكسون، حاكم ميسوري حالة الطوارئ، وطلب تدخل الحرس الوطني. وقال حاكم الولاية لشبكة (سي.إن.إن): إن "الوضع خطير، نرى مشاهد لأعمدة كهرباء مقتلعة ومنازل دمرتها الأشجار، هذا تحذير للسكان: الخطر لا يذهب بعد، والوضع لا يزال هشا". وصباح اليوم استغل رجال الإنقاذ ضوء النهار في محاولة "العثور على ناجين أو أشخاص محتجزين أو في حاجة للمساعدة"، كما صرح رئيس جهاز الإطفاء في المدينة ميتش راندلز لشبكة (إن.بي.سي) مؤكدا أنه هو نفسه فقد منزله. كما راح السكان يبحثون بين الركام عن أقارب أو أصدقاء أو جيران تهدمت منازلهم تماما من جراء الإعصار الذي حول العديد من السيارات إلى كومة من المعدن. وروى جيف لو (23 عاما)، الذي تمكن من الاحتماء داخل قبو معد لمقاومة الأعاصير، مدى صدمته مما شاهده عند خروجه من الملجأ. وقال لصحافيين: "لقد عشت في هذا الحي طيلة حياتي، لكنني لم أعد أعرف أين أنا، لم يعد هناك شيء على حاله". والسبت ضرب إعصار قوي مدينة ريدينغ شرق كنساس، مسفرا عن مقتل أحد السكان وملحقا إضرارا بحوالي 80% من المساكن. كما أدى إعصار إلى مقتل شخص وإصابة 30 على الأقل،أمس الأحد، في مينيابوليس بولاية مينيسوتا (شمال) بحسب السلطات. وفي مطلع مايو الحالي ضربت سلسلة أعاصير هي الأعنف منذ قرابة قرن جنوب شرق الولاياتالمتحدة مخلفة 354 قتيلا وأضرارا جسيمة. وتراوح مدة الأعاصير من بضع دقائق إلى نصف ساعة، إلا أن كثافتها مع زوابع رياح تصل سرعتها من 150 إلى 200 كلم في الساعة، يمكن أن تكون شديدة الدمار.